ذكر عبد الله بن الحسن بن الحسن $ ونسبه وأخباره وخبر هذا الشعر
  إليه عبد اللَّه بن الحسن فسرّ به، وقال: أنجبت، هذا واللَّه ليث غاب ومعدوّ عليه، قال: فإن اللَّه تعالى قد رزقني منها ولدا ثانيا، قال: فأرنيه(١)، فأخرج إليه حسن بن حسن بن حسن، فسرّ به، وقال: أنجبت، وهذا دون الأول، قال: فإن اللَّه قد رزقني منها ولدا ثالثا، قال: فأرنيه(١). فأراه إبراهيم بن الحسن.
  غمزة ترحى بها شفاعة
  : حدثني أبو عبيد محمد بن أحمد الصيرفيّ: قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف قال:
  حدثنا عمر بن عبد الغفار قال: حدثنا سعيد بن أبان القرشيّ قال:
  كنت عند عمر بن عبد العزيز، فدخل عبد اللَّه بن الحسن عليه، وهو يومئذ شاب في إزار ورداء، فرحّب به وأدناه وحيّاه، وأجلسه إلى جنبه وضاحكه، ثم غمز عكنة من بطنه، وليس في البيت حينئذ إلا أمويّ، فقيل له: ما حملك على غمز بطن هذا الفتى؟ قال: إني لأرجو بها(٢) شفاعة محمد ﷺ.
  يعطي جائزة
  : حدثني عمر بن عبد اللَّه بن جميل العتكيّ، عن عمر بن شبّة، عن إسماعيل بن جعفر الجعفريّ: قال:
  حدثني سعيد بن عقبة الجهنيّ: قال: إني لعند عبد اللَّه بن الحسن إذ أتاني آت، فقال: هذا رجل يدعوك، فخرجت، فإذا أنا بأبي عديّ / الشاعر الأمويّ، فقال: أعلم أبا محمد، فخرج إليه عبد اللَّه، وهم خائفون، فأمر له بأربعمائة دينار، وهند(٣) بمائتي دينار، فخرج بستمائة دينار. وقد روى مالك بن أنس عن عبد اللَّه بن الحسن الحديث.
  كان يسدل شعره
  : حدثني أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن قال:
  حدثنا عليّ بن أحمد الباهليّ عن مصعب بن عبد اللَّه قال: سئل مالك عن السّدل(٤) قال: رأيت من يرضى بفعله؛ عبد اللَّه بن الحسن يفعله، والسبب في حبس عبد اللَّه بن الحسن وخروج ابنيه وقتلهما يطول ذكره. وقد أتى عمر بن شبّة منه بما لا يزيد عليه أحد إلا اليسير، ولكن من أخباره ما يحسن ذكره ها هنا فنذكره.
  السبب في حبسه وقتل ابنيه
  : أخبرني عمر بن عبد اللَّه العتكي عن عمر بن شبّة، قال: حدثني موسى بن سعيد / بن عبد الرحمن وأيوب بن عمر عن إسماعيل بن أبي عمرو قالوا:
  لمّا بنى أبو العبّاس بناءه بالأنبار الذي يدعى الرّصافة: رصافة أبي العباس قال لعبد اللَّه بن الحسن: ادخل فانظر ودخل معه، فلما رآه تمثل:
  ألم تر حوشبا أمسى يبنّي ... بناء نفعه لبني نفيلة(٥)
(١ - ١) التكملة من مم، ف.
(٢) «إني لأرجو بها» أي بالغمزة المفهومة من المقام، لا بالبطن.
(٣) الهند: المائة من الإبل، وفي ف: «بمد بمائتي دينار وآنية بأربعمائة دينار».
(٤) سدل الشعر سدلا: أرخاه.
(٥) مو: «قصورا نفعها» بدل «بناء نفعه». وحوشب: اسم رجل. وفي «المختار»:
ألم تر حوشبا يبني قصورا ... ليبقى نفعها لبني نفيلة