كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عبد الله بن الحسن بن الحسن $ ونسبه وأخباره وخبر هذا الشعر

صفحة 82 - الجزء 21

  يؤمّل أن يعمّر عمر نوح ... وأمر اللَّه يحدث كلّ ليلة⁣(⁣١)

  فاحتمله أبو العبّاس⁣(⁣٢) ولم يبكَّته بها.

  أخبرني عمّي عن ابن شبّة عن يعقوب بن القاسم عن عمرو بن شهاب، وحدّثني أحمد بن محمدّ بن سعيد عن يحيى بن الحسن عن الزّبير عن محمد بن الضّحّاك عن أبيه قالوا:

  إن أبا العبّاس كتب إلى عبد اللَّه بن الحسن في تغيّب ابنيه:

  أريد حياته ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد⁣(⁣٣)

  قال عمر بن شبّة: وإنما كتب بها إلى محمد، قال عمر بن شبّة: فبعثوا إلى عبد الرحمن بن مسعود مولى أبي حنين⁣(⁣٤)، فأجابه⁣(⁣٥):

  وكيف يريد ذاك وأنت منه ... بمنزلة النّياط من الفؤاد

  / وكيف يريد ذاك وأنت منه ... وزندك حين تقدح من زناد⁣(⁣٦)

  وكيف يريد ذاك وأنت منه ... وأنت لهاشم رأس وهاد

  أخبرني عمر بن عبد اللَّه بن شبّة عن عيسى بن عبد اللَّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب $ عن الحسن بن زيد عن عبد اللَّه بن الحسن قال:

  بينا أنا في سمر أبي العباس، وكان إذا تثاءب أو ألقى المروحة من يده قمنا، فألقاها ليلة فقمنا، فأمسكني فلم يبق غيري، فأدخل يده تحت فراشه، وأخرج إضبارة كتب وقال: اقرأ يا أبا محمد، فقرأت فإذا كتاب من محمدّ بن هشام بن عمرو التّغلبيّ يدعوه⁣(⁣٧) إلى نفسه، فلما قرأته قلت له: يا أمير المؤمنين، لك عهد اللَّه وميثاقه ألَّا ترى منهما شيئا تكرهه ما كانا في الدنيا.

  أخبرنا العتكيّ عن ابن شبّة عن محمد بن إسماعيل عن عبد العزيز بن عمر، عن عبد اللَّه بن عبدة بن محمد بن عمار بن ياسر قال:

  لما استخلف أبو جعفر ألحّ في طلب محمّد والمسألة عنه، وعمّن يؤويه، فدعا بني هاشم رجلا رجلا، فسألهم عنه، فكلهم يقول: قد علم أمير المؤمنين أنك قد عرفته بطلب هذا الشأن قبل اليوم، فهو يخافك على نفسه، ولا يريد لك خلافا، ولا يحب لك معصية، إلَّا الحسن / بن زيد فإنه أخبره خبره⁣(⁣٨)، فقال: واللَّه ما آمن


(١) ف:

«وأمر اللَّه يطرق كل ليلة»

(٢) يريد بقوله: «فاحتمله أبو العباس» أي لم يؤاخذه بالتمثل بهذين البيتين اللذين يتطير منهما.

(٣) يشير أبو العباس بهذا البيت إلى أن ابني عبد اللَّه بن الحسن يضمران له السوء مع إحسانه إليه وإليهما.

(٤) كذا في ف، وفي مو: «مولى أبي منصور».

(٥) ف: «فأجاب عنها. وقال الزبير: أجابه عبد اللَّه بن الحسن فقال».

(٦) في «المختار»:

... حين يقدح في زناد»

(٧) أي يدعو عبد اللَّه بن الحسن ليخرج معه على الخليفة.

(٨) فإنه أخبره خبره، أي أخبر الحسن بن زيد الخليفة خبر محمد.