كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر عبد الله بن الحسن بن الحسن $ ونسبه وأخباره وخبر هذا الشعر

صفحة 83 - الجزء 21

  وثوبه عليك، وأنه لا ينام فيه فر⁣(⁣١) رأيك فيه قال ابن أبي عبيدة: فأيقظ من⁣(⁣٢) لا ينام.

  / أخبرني عمر بن عبد اللَّه بن شبّة عن عيسى بن عبد اللَّه بن محمّد بن عمر بن علي بن أبي طالب # عن محمد بن عمران عن عقبة بن سلم:

  إنّ أبا جعفر دعاه، فسأله عن اسمه ونسبه، فقال: أنا عقبة بن سلم بن نافع بن الأزدهانيّ، قال: إني أرى لك هيئة وموضعا، وإني لأريدك لأمر أنا به معنيّ، قال: أرجو أن أصدّق ظنّ أمير المؤمنين، قال: فأخف شخصك، وائتني في يوم كذا وكذا، فأتيته، فقال: إن بني عمّنا هؤلاء قد أبوا إلا كيدا بملكنا، ولهم شيعة بخراسان بقرية كذا وكذا، يكاتبونهم، ويرسلون إليهم بصدقات وألطاف، فاذهب⁣(⁣٣) حتى تأتيهم متنكَّرا بكتاب تكتبه عن أهل تلك القرية، ثم تسير ناحيتهم، فإن كانوا نزعوا عن رأيهم علمت ذلك، وكنت على حذر منهم حتى تلقى عبد اللَّه بن الحسن متخشعا، وإن جبهك - وهو فاعل - فاصبر وعاوده أبدا حتى يأنس بك، فإذا ظهر لك ما في قلبه فاعجل إليّ، ففعل ذلك، وفعل به حتى أنس عبد اللَّه بناحيته، فقال له عقبة: الجواب، فقال له: أمّا الكتاب فإني لا أكتب إلى أحد، ولكن أنت كتابي إليهم، فأقرئهم السلام، وأخبرهم أنّ ابني خارج لوقت كذا وكذا، فشخص عقبة حتى قدم على أبي جعفر، فأخبره الخبر.

  أخبرني العتكيّ عن عمر بن محمد بن يحيى بن الحارث بن إسحاق، قال:

  سأل أبو جعفر عبد اللَّه بن الحسن عن ابنيه لما حجّ، فقال: لا أعلم بهما حتى تغالظا، فأمضّه⁣(⁣٤)، أبو جعفر، فقال له: يا أبا جعفر، بأيّ أمهاتي تمضّني؟ أبخديجة بنت خويلد أم بفاطمة بنت رسول اللَّه ، أم بفاطمة بنت الحسين $ أم بأم إسحاق بنت طلحة؟ قال: لا ولا بواحدة منهنّ، ولكن بالجرباء بنت قسامة / فوثب المسيّب بن زهير، فقال: يا أمير المؤمنين، دعني أضرب عنق ابن الفاعلة، فقام زياد بن عبد اللَّه، فألقى عليه رداءه، وقال: يا أمير المؤمنين، هبه لي، فأنا المستخرج لك ابنيه، فتخلَّصه منه.

  قال ابن شبّة: وحدثني بكر بن عبد اللَّه مولى أبي بكر، عن علي بن رباح أخي إبراهيم بن رباح، عن صاحب المصلَّى: قال:

  إني لواقف على رأس أبي جعفر وهو يتغذّى بأوطاس⁣(⁣٥)، وهو متوجّه إلى مكة، ومعه على مائدته عبد اللَّه بن الحسن وأبو الكرام الجعفريّ وجماعة من بني العباس، فأقبل على عبد اللَّه بن الحسن، فقال: يا أبا محمد؛ محمد وإبراهيم أراهما قد استوحشا من ناحيتي، وإني لأحب أن يأنسا بي ويأتياني فأصلهما وأزوّجهما، وأخلطهما بنفسي، قال: وعبد اللَّه يطرق طويلا، ثم يرفع رأسه ويقول: وحقّك يا أمير المؤمنين مالي بهما ولا بموضعهما من البلاد علم، ولقد خرجا عن يدي، فيقول: لا تعفل يا أبا محمد، اكتب إليهما وإلى من يوصّل كتابك إليهما، قال: وامتنع أبو جعفر عن عامة غدائه ذلك اليوم إقبالا على عبد اللَّه، وعبد اللَّه يحلف أنه لا يعرف موضعهما، وأبو جعفر يكرر عليه: لا تفعل يا أبا محمد.


(١) أمر من الفعل «رأى»، وفي ب: «فما رأيك فيه».

(٢) فأيقظ من لا ينام، أي سلط عليه الخليفة العيون والأرصاد.

(٣) ف: «فأخرج بكسا وألطاف».

(٤) أمضه: أحزنه وأحفظه.

(٥) أوطاس: اسم واد.