أخبار تأبط شرا ونسبه
١٠ - أخبار تأبط شرا ونسبه
  نسبه ولقبه
  : هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل(١) بن عدي بن كعب بن حزن. وقيل: حرب بن تميم(٢) بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار.
  وأمّه امرأة يقال لها: أميمة، يقال: إنها من بني القين بطن من، فهم ولدت خمسة نفر: تأبط شرا، وريش بلغب(٣)، وريش نسر، وكعب جدر، ولا بواكي له(٤)، وقيل: إنها ولدت سادسا اسمه عمرو.
  وتأبط شرا لقب لقّب به، ذكر الرواة أنه كان رأى كبشا في الصحراء، فاحتمله تحت إبطه، فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحيّ ثقل عليه الكبش، فلم يقلَّه فرمى به فإذا هو الغول، فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت؟ قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شرّا فسمّي بذلك.
  وقيل: بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك، فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه، فلما راح أتى بهن في جراب متأبّطا له، فألقاه بين يديها، ففتحته، فتساعين في بيتها، فوثبت، وخرجت، فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب، قلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبّطها، قلن: لقد تأبط شرا، فلزمه تأبط شرا.
  / حدثني عمّي قال حدثني علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن أبي محلَّم بمثل هذه الحكاية وزاد فيها:
  أنّ أمّه قالت له في زمن الكمأة: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة، فيروحون بها؟ فقال أعطيني جرابك، حتى أجتني لك فيه، فأعطته، فملأه لها أفاعي، وذكر باقي الخبر مثل ما تقدم.
  ومن ذكر أنه إنما جاءها بالغول يحتج بكثرة أشعاره في هذا المعنى، / فإنه يصف لقاءه إيّاها في شعره كثيرا، فمن ذلك قوله:
  فأصبحت الغول لي جارة ... فيا جارتا لك ما أهولا(٥)
  فطالبتها بضعها فالتوت ... عليّ وحاولت أن أفعلا(٦)
  فمن كان يسأل عن جارتي ... فإنّ لها بالَّلوى منزلا
(١) ف، هد: «عسل».
(٢) ف، هد: «تيم».
(٣) ب: «ريش لقب» تحريف. والمثبت من ف، مو. وقد ورد في «القاموس»: ريش بلغب، لقب كتأبط شرا وحرك عينه الكميت، ووهم الجوهري في قوله: «ريش لقب» وقد وردت رواية الجوهري في هامش مو، وأردفها بقوله: وهو الفاسد أخو تأبط شرا.
(٤) ولا بواكي له، هو الاسم الخامس لأولاد أم تأبط شرا، وهو من قبيل التسمية بالمركب الإسنادي، كتأبط شرا، وبرق نحره.
(٥) مو: «ما أغولا». ولعل لك متعلق بجار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره، يقال لك.
(٦) ف، مو: «وحاولت أن تفعلا». والمثبت من ب: هد، والبضع: الفرج.