أخبار الشنفري ونسبه
  فواند ما على أميمة بعد ما ... طمعت فهبها نعمة العيش ولَّت(١)
  أميمة لا يخزي نشاها حليلها ... إذا ذكر النسوان عفّت وجلَّت(٢)
  / يحلّ بمنجاة من الَّلوم بيتها ... إذا ما بيوت بالملامة حلَّت
  فقد أعجبتني، لا سقوط قناعها ... إذا ما مشت ولا بذات تلفّت(٣)
  كأنّ لها في الأرض نسيا تقصّه ... إذا ما مشت وإن تحدّثك تبلت(٤)
  - النّسي: الذي يسقط من الإنسان وهو لا يدري أين هو؛ يصفها بالحياء، وأنها لا تلتفت يمينا ولا شمالا ولا تبرج. ويروى:
  تقصه على أمها وإن تكلَّمك
  فدقّت وجلَّت واسبكرّت وأكملت ... فلو جنّ إنسان من الحسن جنّت(٥)
  تبيت بعيد النوم تهدي غبوبها ... لجاراتها إذا الهديّة قلَّت
  - الغبوب: ما غبّ عندها من الطعام أي بات ويروى: غبوقها -
  فبتنا كأنّ البيت حجّر حولنا ... بريحانة راحت عشاء وطلَّت(٦)
  بريحانة من بطن حلية أمرعت ... لها أرج من حولها غير مسنت(٧)
  غدوت من الوادي الذي بين مشعل ... وبين الجبا هيهات أنسأت سربتي(٨)
  أمشّي على الأرض التي لن تضيرني ... لأكسب مالا أو ألاقي حمّتي(٩)
  إذا ما أتتني حتفتي لم أبالها ... ولم تذر خالاتي الدموع وعمّتي
  / وهنّئ بي قوم وما إن هنأتهم ... وأصبحت في قوم وليسوا بمنبتي(١٠)
  وأمّ عيال قد شهدت تقوتهم ... إذا أطعمتهم أو تحت وأقلَّت(١١)
  تخاف علينا الجوع إن هي أكثرت ... ونحن جياع، أيّ ألي تألَّت(١٢)
(١) تقدم هذا البيت برواية أخرى، وهما متقاربتا المعنى.
(٢) النثا: الحديث، يريد أن حديثها عن زوجها دائما ذكر بالخير، وفي س «ثناها» بدل «ثناها».
(٣) تقدم ذكر هذا البيت في الترجمة نفسها.
(٤) أي تبلت الكلام وتقطعه بما يعتريها من البهر، وانظر «اللسان» (بلت).
(٥) اسبكرت الجارية: اعتدلت واستقامت.
(٦) حجر البيت ونحوه: وضع حوله حجارة وسوره. طلت: أصابها الطل، فهي مخضلة.
(٧) حلية: مكان، أمرعت: خصبت، أرج: عبير، غير مسنت: غير مجدب.
(٨) مشعل والجبا: مكانان، أنشأت سربتي: أبعدت سربتي أي ما أبعد الموضع الذي منه ابتدأت مسيري وانظر «اللسان» (سرب).
(٩) الحمة: المنية.
(١٠) وفي ف: «وليسوا قبيلتي» والمعنى لا يتغير.
(١١) الواو من «وأم عيال» واو رب، أو تحت: «قللت طعامهم، يصفها بالتدبير.
(١٢) الألتة: المجاعة، فلعله يعني أية مجاعة أجاعتنا: أجاعتنا مجاعة عظيمة.