أخبار الشنفري ونسبه
  عفاهية لا يقصر السّتر دونها ... ولا ترتجى للبيت إن لم تبيّت(١)
  لها وفضة فيها ثلاثون سلجما ... إذا ما رأت أولى العديّ اقشعرّت(٢)
  وتأتي العديّ بارزا نصف ساقها ... كعدو حمار العانة المتفلَّت(٣)
  إذا فزّعت طارت بأبيض صارم ... وراحت بما في جفرها ثم سلَّت(٤)
  حسام كلون الملح صاف حديده ... جراز من أقطار الحديد المنعّت(٥)
  تراها كأذناب المطيّ صوادرا ... وقد نهلت من الدّماء وعلَّت(٦)
  / سنجزي سلامان بن مفرج قرضهم ... بما قدّمت أيديهم وأزلَّت(٧)
  شفيّنا بعبد اللَّه بعض غليلنا ... وعوف لدى المعدى أوان استهلَّت(٨)
  قتلنا حزاما مهديا بملبّد ... محلَّهما بين الحجيج المصوّت(٩)
  فإن تقبلوا تقبل بمن نيل منهم ... وإن تدبروا فأمّ من نيل قتّت(١٠)
  ألا لا تزرني إن تشكيت خلَّتي ... كفاني بأعلى ذي الحميرة عدوتي(١١)
  وإني لحلو إن أريدت حلاوتي ... ومرّ إذا النفس الصّدوف استمرّت(١٢)
  أبيّ لما آبى وشيك مفيئتي ... إلى كلّ نفس تنتحي بمودّتي(١٣)
(١) عفاهية: ضخمة. لا يقصر الستر دونها: كناية عن أنها مقصورة بمعنى محجبة، البيت من معانيه: فرش البيت، والمراد أنها مخدومة لا تقوم بإعداد فرش البيت، بل يقوم به خدمها.
(٢) الوفضة: الجعبة توضع فيها السهام ونحوها، السلجم: النصل، اقشعرت: اضطربت وارتعدت، والمراد بأولى العدي أولى سرايا العادين عليها، أو أولى خطواتهم أو نحو ذلك، يصفها بأنها مستعدة متنبهة لمن يسطو عليها
(٣) العدي: جماعة العادين، والمراد بالحمار الحمار الوحشي، والعانة: القطيع منه، يؤيد أنها تسرع إلى «العدو» شبه منكشفة كالحمار الوحشي الذي أفلت من القطيع، وفي ف: «العدو» بدل «العدى».
(٤) الجفر: تخفيف جفر - بضم الفاء -: جمع جفير بمعنى جعبة السهام والبيت كله كناية عن خوضها المعركة وفي س:
«وراقت بما في جوفها»
وهو تحريف، والمثبت عن هد، هج.
(٥) الجراز: القاطع، أقطار: جمع قطر - بكسر القاف - وهو ذوب الحديد، المنعت: الموصوف، يصف السيف بأنه من ذوب الحديد الصلب، وفي ف «حزاز» بدل «جراز».
(٦) لعله يعني أن شعرها بعد المعركة تخضب بالدم، فأشبه أذناب المطي حين تصدر عن الحروب، وقد نهلت وعلت من الدماء، أي شربت مرة بعد أخرى منهما.
(٧) سلامان بن مفرج: قبيلة تقدم ذكرها، أزلت: من الزلل وهو الخطأ يهدد هذه القبيلة بقوله: سنرد إليهم دينهم، أي العدوان الذي اعتدوه علينا، وخفف «مفرج» للضرورة.
(٨) عبد اللَّه وعوف: قبيلتان، المعدي: مكان، استهلت: برزت للقتال.
(٩) تقدم هذا البيت في الترجمة نفسها.
(١٠) بمن نيل منهم: بدماء من نيل منهم، وأم من نيل، يعني أم رأسهم، يقول: إن تحاربوا نحاربكم ونحن حاملون دماء من قتلناه منكم، وإن نكصتم فقد فتتنا رؤوس من أصبنا منكم بلا قود.
(١١) الخلة: الحاجة والفقر، ذو الحميرة: مكان، العدوة - بضم العين وكسرها: المكان المرتفع، يقول لصاحبه: لا تزرني إذا احتجت، فإني عند الحاجة أكتفي بالاعتكاف في عدوتي، وكني بالزيارة عن المساعدة.
(١٢) الصدوف: من صدف بمعنى مال وانصرف، يعني أنه نافع لمن يبغي نفعه، ضار لمن ينحرف عنه.
(١٣) مفيئتي: من فاء يفيء بمعنى رجع.