كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الشنفري ونسبه

صفحة 125 - الجزء 21

  وقال الشّنفري أيضا:

  ومرقبة عنقاء يقصر دونها ... أخو الضّروة الرّجل الخفيّ المخفّف⁣(⁣١)

  نميت إلى أعلى ذراها وقد دنا ... من الليل ملتفّ الحديقة أسدف⁣(⁣٢)

  / فبتّ على حدّ الذّراعين أحدبا ... كما يتطوّى الأرقم المتعطَّف⁣(⁣٣)

  قليل جهازي غير نعلين أسحقت ... صدورهما مخصورة لا تخصّف⁣(⁣٤)

  وملحفة درس وجرد ملاءة ... إذا أنهجت من جانب لا تكفّف⁣(⁣٥)

  وأبيض من ماء الحديد مهنّد ... مجذّ لأطراف السّواعد مقطف⁣(⁣٦)

  وصفراء من نبع أبيّ ظهيرة ... ترنّ كإرنان الشّجيّ وتهتف⁣(⁣٧)

  إذا طال فيها النزع تأتي بعجسها ... وترمي بذرويها بهنّ فتقذف⁣(⁣٨)

  كأنّ حفيف النّبل من فوق عجسها ... عوازب نحل أخطأ الغار مطنف⁣(⁣٩)

  نأت أمّ قيس المربعين كليهما ... وتحذر أن ينأى بها المتصيّف⁣(⁣١٠)

  / وإنك لو تدرين أن ربّ مشرب ... مخوف كداء البطن أو هو أخوف⁣(⁣١١)

  وردت بمأثور ونبل وضالة ... تخيّرتها مما أريش وأرصف⁣(⁣١٢)


(١ - ٢) مرقبة: مرتفع من الهضاب ونحوها، عنقاء: طويلة العنق، الضرورة: من ضرا يضرو بمعنى استخفى، الرجل: الساعي على رحليه، الحديقة: الشجر الكثيف، يقول: رب هضبة مرتفعة محدودبة لا يستطيع أن يتسلقها برجليه الخفيف الحركة الذي يريد الاختفاء عن العيون - رب هضبة شأنها هذا تسلقت أنا أعلى ذراها، وقد أقبل الليل بظلمته كأنه أشجار ملتفة كثيفة لا تنفذ أشعة الشمس من خلالها، وقد يكون مراده بأخي الضروة ... إلخ الكلب ونحوه.

(٣) يتطوى: ينطوى، الأرقم: الثعبان، المتعطف: الملتف بعضه حول بعض، يقول: فبت على حد ذراعي هذه الهضبة محدودب الظهر منطويا بعضي على بعض انطواء الثعبان.

(٤) أسحقت: بليت، مخصورة: دقيقة الوسط، لا تخصف: لا تقبل الخرز، يقول: إنه خفيف الحمل عند السفر لا يلبس إلا نعلين باليتين، لا تقبلان الإصلاح.

(٥) درس: دراسة بالية، الجرد: البالي. أنهجت: بليت، البيت متعلق بما قبله، يقول: لا ألبس سوى ملحفة بالية، فوقها ملاءة بالية أيضا، تستعصي على الإصلاح حين تتفتق، وفي س:

«وصبية جرد وأخلاق ريطة»

، والمثبت من هد، والمعنى لا يتغير.

(٦) وأبيض من ماء الحديد، يعني سيفه، ورفعه على تقدير «ومعي أبيض» مجذ: قطاع، مقطف: قطاع أيضا، يصف سيفه بأنه قطاع للأطراف.

(٧) صفراء: قوس صفراء، النبع: شجر صلب تتخذ منه القسي، ظهيرة: معينة، ترن: تصوت عند إطلاقها صوتا كأنين العاشق المهجور.

(٨) العجس - بتثليث العين - مقبض القوس، ذروا القوس: طرفاها، والضمير من بهن يعود على السهام المفهومة من المقام.

(٩) عوازب نحل: ذواهب نحل، مطنف: من الطنف، وهو رأس الجبل، يشبه حفيف النبل بسرب النحل، وفي مطنف إقواء إن جعلناها صفة لنحل، وقد تكون خبرا ثانيا لكأن، فيسلم البيت من الإقواء.

(١٠) يعني بالمربعين الشتاء والربيع من باب التغليب، المتصيف: اسم زمان من تصيف، ومنع قيس الصرف للضرورة.

(١١ - ١٢) جواب لو محذوف تقديره «لرأيت شيئا عجبا» ونحو ذلك، المأثور: السيف المؤثر، الضالة: السلاح عامة، أو السهام خاصة، راش السهم: وضع عليه ريشا، رصف السهم: شد على مدخل سنخ نصله العقبة، يقول لأم قيس: آه لو تعرفين كم مشرب مخوف الورد وردته أنا ومعي سيفي وقوسي ... إلخ.