كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الشنفري ونسبه

صفحة 126 - الجزء 21

  أركَّبها في كل أحمر عاتر ... وأقذف منهن الذي هو مقرف⁣(⁣١)

  وتابعت فيه البري حتى تركته ... يزفّ إذا أنفذته ويزفزف⁣(⁣٢)

  بكفّي منها للبغيض عراضة ... إذا بعت خلَّا ما له متخوّف⁣(⁣٣)

  وواد بعيد العمق ضنك جماعه ... بواطنه للجن والأسد مألف⁣(⁣٤)

  تعسّفت منه بعد ما سقط الندى ... غماليل يخشى غيلها المتعسّف⁣(⁣٥)

  وإني إذا خام الجبان عن الرّدى ... فلي حيث يخشى أن يجاوز مخسف⁣(⁣٦)

  وإن امرأ أجار سعد بن مالك ... عليّ وأثواب الأقيصر يعنف⁣(⁣٧)

  / وقال الشنفري أيضا:

  ومستبسل ضافى القميص ضغتّه ... بأزرق لا نكس ولا متعوّج⁣(⁣٨)

  عليه نساريّ على خوط نبعة ... وفوق كعرقوب القطاة محدرج⁣(⁣٩)

  وقاربت من كفّيّ ثم فرجتها ... بنزع إذا ما استكره النزع مخلج⁣(⁣١٠)

  فصاحت بكفي صيحة ثم رجّعت ... أنين الأميم ذي الجراح المشجّج⁣(⁣١١)

  وقد روى: فناحت بكفي نوحة.

  رواية ثالثة في مقتله

  : وقال غيره: لا بل كان من أمر الشنفري أنه سبت بنو سلامان بن مفرّج بن مالك بن هوازن⁣(⁣١٢) بن كعب بن عبد اللَّه بن مالك بن نصر بن الأزد الشنفري⁣(⁣١٣) - وهو أحد بني ربيعة بن الحجر بن عمران بن عمرو بن حارثة بن


(١) العاتر: الشديد، المقرف: غير الحسن، يريد أنه لا يستعمل في قوسه إلا السهام الصلبة، ولو قال:

«أركب فيها كل أحمر عاتر»

لكان أوضح.

(٢) يزف: يفعل فعل الطائر إذا رمى بنفسه، وبسط جناحيه، والزفزفة: شدة الجري، أو تحريك الريح للحشيش وصوتها فيه.

(٣) العراضة: الهدية، والمراد هنا التهكم، والمراد بقوله:

«ما له متخوف»

تفاهة الخل وحقارة شأنه.

(٤ - ٥) جماع الشيء: مجتمع أصله، تعسف: مشى على غير هدى، الغماليل: الدوابي، الغيل: الأشجار الكثيفة. يقول: رب واد ضيق الأصل تألفه الآساد والجن صعدت عند سقوط الندى روابيه التي لا يجرؤ على صعودها إنسان.

(٦) خام: جبن وضعف، مخسف: من خسف الطريق بمعنى ذلله وقطعه.

(٧) سعد بن مالك - على ما يبدو - من أعداء الشاعر، الواو من وأثواب للقسم، الأقيصر: صنم مقدس عندهم، وفي هد، وهج، ف:

«وأبواب» بدل «وأثواب».

(٨) الواو واو رب، ضافى القميص: كناية عن طوله، ضغت الشيء: لاكه بالأنياب والنّواجذ، ويريد بالأزرق ... إلخ السهم، يقول:

رب شجاع باسل فارع الجسم أصميته بسهم نافذ جرئ معتدل.

(٩) ضمير عليه يعود على «أزرق» في البيت السابق، نساري: ريش نسر الخوط، النبعة: شجرة صلبة تتخذ منها السهام، الفوق من السهم: حيث يثبت الوتر منه، والمحدرج: الأملس.

(١٠) مخلج: من أخلج الشيء بمعنى انتزعه.

(١١) الأميم: المضروب على أم رأسه، المشجج: من شج رأسه.

الأبيات الثلاثة في وصف السهم وكيف يرميه، وكيف يئن عند الرمي أنين من ضرب على أم رأسه.

(١٢) في ف، هج، هد: «زهران» بدل «هوازن».

(١٣) مفعول سبت في السطر السابق.