كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الشنفري ونسبه

صفحة 128 - الجزء 21

  فوضع سلاحه، ثم انحدر فيه، فلم يرعه⁣(⁣١) إلا بهم على رأسه قد أخذوا سلاحه فنزا ليخرج. فضرب بعضهم شماله فسقطت، فأخذها فرمى بها كبد الرجل، فخر عنده في القليب⁣(⁣٢)، فوطئ على رقبته فدقها. وقال في قطع شماله:

  لا تبعدي إمّا ذهبت شامه ... فربّ واد نفرت حمامه⁣(⁣٣)

  وربّ قرن فصلت عظامه ... وربّ حيّ فرّقت سوامه

  قال: ثم خرج إليهم، فقتلوه وصلبوه، فلبث علما أو عامين مصلوبا وعليه من نذره رجل، قال: فجاء رجل منهم كان غائبا، فمر به وقد سقط فركض رأسه برجله، فدخل فيها عظم من رأسه فعّلت عليه فمات منها، فكان ذلك الرجل هو تمام المائة⁣(⁣٤).

  صوت

  ألا طرقت في الدّجى زينب ... وأحبب بزينب إذ تطرق

  عجبت لزينب أنّى سرت ... وزينب من ظلَّها تفرق⁣(⁣٥)

  عروضه من المتقارب، الشعر لابن رهيمة، والغناء لخليل المعلم رمل بالبنصر، عن الهشامي وأبي أيوب المدنيّ.


(١) المراد: فلم يرعه إلا بصره بهم.

(٢) القليب: البئر.

(٣) تقدمت هذه الأبيات.

(٤) لا شك أن حكاية المائة من - وكيف تمت - بادية الافتعال.

(٥) تفرق: تخاف، يعجب كيف زارته ليلا، ولم تعبأ بظلام الليل، أو تخف أهلها، مع أنها تخاف خيالها.