أخبار ابن دارة ونسبه
١٦ - أخبار ابن دارة ونسبه(١)
  نسبه
  : هو عبد الرحمن بن مسافع بن دارة، وقيل: بل هو عبد الرحمن بن ربعيّ بن مسافع بن دارة، وأخوه مسافع بن دارة، وكلاهما شاعر، وفي شعريهما جيعا غناء يذكر هاهنا وأخوهما سالم بن مسافع بن دارة شاعر أيضا وفي بعض شعره غناء يذكر بعد أخبار هذين. فأما سالم فمخضرم قد أدرك الجاهلية والإسلام. وأما هذان فمن شعراء الإسلام، ودارة لقب غلب على جدّهم، ومسافع أبوهم، وهو ابن شريح بن يربوع الملقب بدارة بن كعب بن عديّ بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد اللَّه بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر. وهذا الشعر يقوله عبد الرحمن في حبس السّمهريّ العكليّ اللص وقتله وكان نديما له وأخا.
  يستعدي قومه عكلا على بني أسد
  : أخبرني بخبره هاشم بن محمد الخزاعيّ، قال: حدثنا أبو غسان دماذ، عن أبي عبيدة قال:
  (٢) لما أخذ السمهريّ العكليّ وحبس وقتل، - وكانت بنو أسد أخذته وبعثت به إلى السلطان وكان نديما لعبد الرحمن بن مسافع بن دارة، فقتل بعد طول حبس - فقال(٢) عبد الرحمن بن مسافع يهجو بني أسد ويحرّض عليهم عكلا.
  صوت
  إن يمس بالعينين سقم فقد أتى ... لعينيك من طول البكاء على جمل(٣)
  تهيم بها لا الدهر فان ولا المنى ... سواها ولا تسلى بنأي ولا شغل(٤)
  / كبيضة أدحيّ بميث خميلة ... يحفّفها جون بجؤجؤة الصّعل(٥)
  وما الشمس تبدو يوم غيم فأشرقت ... على الشّامة العنقاء فالنّير فالذبل(٦)
  بدا حاجب منها وضنّت بحاجب ... بأحسن منها يوم زالت على الحمل(٧)
(١) هذه الترجمة مما سقط من التراجم من طبعة بولاق، وموضعها هنا حسب المخطوطات المعتمدة.
(٢ - ٢) كذا بالأصول، ولعل من الخير حذف لما، أو حذف الفاء من قوله: فقال عبد الرحمن.
(٣) البيت من الطويل دخله الخرم، وفاعل أتى ضمير سقم.
(٤) تقدم هذا البيت في «صوت» والعجيب أنه ورد هو وما بعده مرفوعين، ووردا هنا مجرورين كسائر أبيات القصيدة.
(٥) انظر شرحه في «صوت».
(٦ - ٧) الشامة: أرض بها علامة سوداء، عنقاء: طويلة العنق، أي مرتفعة، النير والذّبل: من جبال ضريّة، وخبر ما قوله: بأحسن منها، زالت: رحلت، يقول: ما الشمس تطلع يوم غيم بحاجب، وتختفي بحاجب، بأجمل من محبوبته جمل، وقد حملت على محمل ناقتها.