كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار ابن دارة ونسبه

صفحة 158 - الجزء 21

  وإن تك عكل سرّها ما أصابني ... فقد كنت مصبوبا على ما يريبها⁣(⁣١)

  وقال السمهريّ أيضا في الحبس:

  ألا حيّ ليلى إذ ألمّ لمامها ... وكان مع القوم الأعادي كلامها⁣(⁣٢)

  تعلَّل بليلى إنما أنت هامة ... من الغد يدنو كلّ يوم حمامها⁣(⁣٣)

  وبادر بليلى أوجه الركب إنهم ... متى يرجعوا يحرم عليك كلامها⁣(⁣٤)

  وكيف ترجّيها وقد حيل دونها ... وأقسم أقوام مخوف قسامها⁣(⁣٥)

  لأجتنبنها أو ليبتدرنّني ... ببيض عليها الأثر فعم كلامها⁣(⁣٦)

  لقد طرقت ليلى ورجلي رهينه ... فما راعني في السجن إلا لمامها⁣(⁣٧)

  فلَّما انتبهت للخيال الذي سرى ... إذا الأرض قفر قد علاها قتامها

  / فإلَّا تكن ليلى طوتك فإنه ... شبية بليلى حسنها وقوامها⁣(⁣٨)

  ألا ليتنا نحيا جميعا بغبطة ... وتبلى عظامي حين تبلى عظامها

  وقال أيضا:

  ألا طرقت ليلى وساقي رهينة ... بأسمر مشدود عليّ ثقيل⁣(⁣٩)

  فما البين يا سلمى بأن تشحط النّوى ... ولكنّ بينا ما يريد عقيل⁣(⁣١٠)

  فإن أنج منها أنج من ذي عظيمة ... وإن تكن الأخرى فتلك سبيل⁣(⁣١١)

  وقال أيضا وهو طريد:

  فلا تيأسا من رحمة اللَّه وانظرا ... بوادي جبونا أن تهبّ شمال⁣(⁣١٢)


(١) يريبها: يؤذيها، يريد أنها جزته على حمايته لها جزاء سنمّار.

(٢) لعله يريد أن طيف محبوبته حين ألم شفع له عند آسريه.

(٣) يقال: فلان هامة الغد بمعنى قصير العمر.

(٤) يقول: استقبلها الاستقبال الأخير، وودعها الوداع الأخير، واستقبالها ووداعها كلاهما في عالم الخيال بدليل البيت التالي.

(٥) قسامها: مصدر قاسمه قساما، والمراد أن هؤلاء الأقوام قاسم بعضهم بعضا على هلاكه.

(٦) لأجتنبنها: جواب القسم في البيت السابق، ليبتدرنني: مضارع ابتدر اتصل بواو الجماعة، وأكد بنون التوكيد الثقيلة، البيض:

السيوف، الأثر: بريق السيف ورونقه، فعم: ممتلئ، يقال: فعم الأناء، فهو فعم: امتلأ، الكلام - بكسر الكاف - الجراح، يقول:

وكيف أرجي قرب ليلى، ودونها أقوام حلفوا أن يبادروني بسيوف تفيض جراحها دما غزيرا؟.

(٧) ف، هد: «سلائها» بدل «لمامها».

(٨) طوتك: يريد طوت الأرض إليك، وضمير إنه يعود على طيف ليلى، حسنها مبتدأ محذوف الخبر، أي له حسنها وقوامها، أو هو بدل من شبيه، لا فاعل له، يقول: إن لم تكن ليلى زارتك بشخصها فإن خيالها شبيه بها في الحسن والقوام وهذا التخريج خير من أن نجعل حسنها بدلا من ليلى، فيجر، ويدخل القافية الإقواء.

(٩) يريد بالأسمر، القيد.

(١٠) تشحط: تبعد، عقيل: لعله أحد آسرية، يقول: ليس البين ما بيني وبينك من بعد، ولكن البين هو هلاكي الذي يريده عقيل.

(١١) من ذي عظيمة: من حادثة ذي مغبة عظيمة، وإن تكن الأخرى: يريد الموت، فتلك سبيل: مسلوكة يسلكها الجميع.

(١٢) بوادي جبونا: مكان، تهب شمال: تهب ريح شمالية مؤذنة بالفرج.