كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار هدبة بن خشرم ونسبه

صفحة 178 - الجزء 21

  كاهنة تتنبأ بقتله صبرا

  : أخبرني الحسين بن يحيى قال: قال حمّاد: قرأت على أبي قال:

  بلغني أنّ هدبة أول من أقيد منه في الإسلام.

  قال أحمد بن الحارث الخرّاز⁣(⁣١): قال المدائني:

  مرّت كاهنة بأمّ هدبة وهو وأخوته نيام بين يديها، فقالت: يا هذه، إن الذي معي⁣(⁣٢) يخبرني عن بنيك هؤلاء بأمر. قالت: وما هو؟ قالت: أمّا هدبة وحوط فيقتلان صبرا⁣(⁣٣)، وأما الواسع وسيحان فيموتان كمدا، فكان كذلك.

  / أخبرني الحسين بن يحيى قال: قال حمّاد: قرأت على أبي: أخبرك مروان بن أبي حفصة قال:

  كان هدبة أشعر الناس منذ يوم دخل السجن إلى أن أقيد منه، قال الخرّاز عن المدائنيّ: قال واسع بن خشرم يرثي هدبة لمّا قتل:

  يا هدب يا خير فتيان العشيرة من ... يفجع بمثلك في الدّنيا فقد فجعا

  اللَّه يعلم أنّي لو خشيتهم ... أو أوجس القلب من خوف لهم فزعا⁣(⁣٤)

  لم يقتلوه ولم أسلم أخي لهم ... حتى نعيش جميعا أو نموت معا⁣(⁣٥)

  وهذه الأبيات تمثّل بها إبراهيم بن عبد اللَّه بن حسن بن حسن بن عليّ بن أبي طالب رضي عنهم، لما بلغه قتل أخيه محمد.

  أخباره هو وزياد حديث العلية

  : أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال: حدّثنا أحمد بن أبي خيثمة قال:

  حدثني مصعب الزبيريّ قال:

  كنّا بالمدينة أهل البيوتات إذا لم يكن عند أحدنا خبر هدبة وزيادة وأشعارهما ازدريناه، وكنّا نرفع من قدر أخبارها وأشعارهما ونعجب بها.

  صاحب بثينة راوية له

  : أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال: أخبرني محمد بن الحسن الأحول، عن رواية من الكوفيين قالوا:

  كان جميل بن معمر العذريّ راوية هدبة، وكان هدبة راوية الحطيئة، وكان الحطيئة راوية كعب بن زهير وأبيه.

  حدثني حبيب بن نصر المهلَّبيّ قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال:


(١) وفي بعض النسخ الخزاز، وفي آخر الحراز.

(٢) تقصد الذي معها من علم التنجيم، أو الجن الذي تزعم مؤاخاته.

(٣) يقتل صبرا: يحبس حتى يموت.

(٤) في ف، هد، «المختار»: «جزعا» بدل «فزعا».

(٥) يريد أنهم لو خافوهم ما وتروهم في زيادة، وحينئذ يسلم أخوه.