كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي حفص الشطرنجي ونسبه

صفحة 301 - الجزء 22

  صوت

  تحبّب فإن الحبّ داعية الحبّ ... وكم من بعيد الدار مستوجب القرب⁣(⁣١)

  إذا لم يكن في الحب عتب ولا رضا ... فأين حلاوات الرسائل والكتب؟

  تفكَّر فإن حدّثت أنّ أخا هوى ... نجا سالما فارج النّجاة من الكرب⁣(⁣٢)

  وأطيب أيام الهوى يومك الذي ... تروّع بالتّحريش فيه وبالعتب⁣(⁣٣)

  قال: وفي هذه الأبيات غناء لعليّة بنت المهديّ، وكانت تأمره أن يقول الشعر في المعاني التي تريدها، فيقولها، وتغني فيها.

  قال: وأنشدني لأبي حفص أيضا.

  صوت

  عرّضن للذي تحبّ بحبّ ... ثم دعه يروضه إبليس

  فلعلّ الزّمان يدنيك منه ... إن هذا الهوى جليل نفيس

  / صابر الحبّ لا يصرّفك فيه ... من حبيب تجهّم وعبوس⁣(⁣٤)

  وأقلّ الَّلجاج واصبر على الجه ... د فإن الهوى نعيم وبوس

  في هذه الأبيات للمسدود هزج ذكره لي جحظة وغيره عنه.

  وأما قوله:

  تحبّب فإن الحبّ داعية الحبّ

  فقد مضت نسبته في أخبار عليّة.

  مساجلة بينه وبين الرشيد على لسان ماردة

  أخبرني الحسن بن علي، قال: حدثنا عبد اللَّه بن أبي سعد، قال: حدثني محمد بن عبد اللَّه بن مالك، وأخبرني به محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدثني أبو العباس الكاتب قال:

  كان الرشيد يحبّ ماردة جاريته، وكان خلَّفها بالرّقّة، فلما قدم إلى المدينة السلام اشتاقها، فكتب إليها:


(١) في هج:

«فإن القرب داعية الحب»

(٢) هكذا ورد في هد، وفي الأصل: فارج النجاة من الحب.

(٣) التحريش: الحك والدلك يمشط ونحوه، وقد استعير هنا لما يحدث بين المحبين من تجن ودلال وملاحاة.

(٤) في هج: «لا يغرنك» بدل «لا يصرفك»، وفي المختار: «تجشم» بدل «تجهم» ويريد الشاعر بهذا البيت ما أراده بشار بقوله:

لا يونسنك من مخدرة ... قول تغلظه وإن جرحا

عسر النساء إلى مياسرة ... والصعب يمكن بعد ما جمحا