أخبار أبي حفص الشطرنجي ونسبه
صفحة 306
- الجزء 22
  ها هنا، فارتاع، وقال: مذكم أنت ها هنا؟ قلت: مذ بدأت بالصوت وقد أخذته بغير حمدك، فقال: خذي العود، فغنيه، فأخذته، فغنيته، حتى فرغت منه، وهو يكاد أن يتميّز غيظا، ثم قال: قد بقي عليك فيه شيء كثير، وأنا أصلحه لك، فقلت: أنا مستغنية عن إصلاحك، فأصلحه لنفسك، فاضطجع في فراشه ونام، وانصرفت، فمكث أياما إذا رآني قطَّب(١) وجهه.
  وهذا الشعر تقوله أميمة بنت عبد شمس بن عبد مناف ترثي به من قتل في حروب الفجار(٢) من قريش.
(١) في هد، هج: «قطب في وجهي» بدل «قطب وجهه» وظاهر أن سبب هذا التقطيب أخذها اللحن عنه دون أن يشعر.
(٢) الفجار - بكسر الفاء - جمع فجوة، وإنما سميت بذلك لأنها كانت في الأشهر الحرم، ولأن قيسا لما انهزمت فيها قالت: «قد فجرنا».