أخبار عبيد بن الأبرص ونسبه
  قال: وتمام هذا الأبيات:
  أيام نضرب هامهم ... ببواتر حتى انحنينا(١)
  وجموع غسّان الملو ... ك أتينهم وقد انطوينا(٢)
  لحقا أيا طلهنّ قد ... عالجن أسفارا وأينا(٣)
  /(٤) والأياطل: الخواصر أي هن ضوامرها؟(٤):
  نحن الألى فاجمع جمو ... عك ثم وجّههم إلينا(٥)
  واعلم بأنّ جيادنا ... آلين لا يقضين دينا(٦)
  ولقد أبحنا ما حمي ... ت ولا مبيح لما حمينا
  هذا ولو قدرت علي ... ك رماح قومي ما انتهينا
  حتى تنوشك نوشة ... عاداتهنّ إذا انتوينا(٧)
  نغلي السّباء بكل عا ... تقة شمول ما صحونا(٨)
  ونهين في لذّاتنا ... عظم التّلاد إذا انتشينا
  لا يبلغ الباني ولو ... رفع الدّعائم ما بنينا
  كم من رئيس قد قتل ... ناه وضيم قد أبينا
  ولربّ سيّد معشر ... ضخم الدّسيعة قد رمينا(٩)
  عقبانه بظلال عق ... بان تتمّم ما نوينا(١٠)
  حتى تركنا شلوه ... جزر السّباع وقد مضينا(١١)
  / إنّا لعمرك ما يضا ... م حليفنا أبدا لدينا
  / وأوانس مثل الدّمى ... حور العيون قد استبينا(١٢)
(١) نون الروى: ضمير البواتر، والألف ألف الإشباع، وليست «نا» من «انحنينا» للمتكلم.
(٢) ضمير «انطوين» يعود على الجياد المفهومة من المقام بدليل البيت التالي، وانطوين: من الطوى بمعنى الجوع، يعني بذلك أنها ضامرة بدليل البيت التالي أيضا.
(٣) الأين: التعب والمشقة.
(٤ - ٤) التكملة من هد.
(٥) صلة الألى محذوفة، تقديرها «تعرفهم، أو تدري بأسهم، ونحو ذلك».
(٦) يريد أن كل دم أراقاته جبار لا دية له ولا قود.
(٧) تنوشك: تتناولك، يريد نوشة قاسية، انتوين: نوين، وصممن.
(٨) العاتقة الشمول: الخمر المعتقة، ما صحونا: مدة صحونا.
(٩) الدسيعة: الجفنة الكبيرة، أو المائدة الكريمة، أو العطية الجزيلة، أو القوة العارمة، وكل هذا يتسق مع معنى البيت.
(١٠) يريد أن العقبان تتعاور جسده سربا بعد سرب تتمم فناءه الذي بدؤه، وفي هد، هج، «تيمم» وفي «المختار»:
«تيمم من نوينا»
(١١) الشلو: بقية اللحم ونحوه، جزر السباع: ما تأكله السباع من اللحم.
(١٢) في هج: «شبه» بدل «مثل» وربما كان الأنسب «وأوانسا» بالنصب على أنها مفعول مقدم «لا ستبينا» والتنوين هنا للضرورة.