أخبار سعية بن عريض
  واعتلج القوم بألبابهم ... في المنطق الفاصل والنائل(١)
  لا نجعل الباطل حقّا ولا ... نلظَّ دون الحق بالباطل(٢)
  نخاف أن تسفه أحلامنا ... فنخمل الدهر مع الخامل
  معاوية يتمثل بشعره
  أخبرني محمد بن خلف وكيع(٣)، قال: حدثني أحمد بن الهيثم الفراسي: قال: حدثني العمري، عن العتبي، قال:
  كان معاوية يتمثل كثيرا إذا اجتمع الناس في مجلسه بهذا الشعر:
  إنا إذا مالت دواعي الهوى ... وأنصت السامع للقائل
  لا نجعل الباطل حقّا ولا ... نلظَّ دون الحق بالباطل
  نخاف أن تسفه أحلامنا ... فنخمل الدهر مع الخامل
  عبد الملك بن مروان يسمع شعره قبل القضاء
  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء: قال: حدثنا الزبير بن بكار: قال: أخبرني عبد الملك بن عبد العزيز قال:
  أخبرني خالي يوسف بن الماجشون، قال:
  كان عبد الملك بن مروان إذا جلس للقضاء بين الناس أقام وصيفا على رأسه ينشده:
  إنا إذا مالت دواعي الهوى ... وأنصت السّامع للقائل
  واصطرع القوم بألبابهم ... نقضي بحكم عادل فاصل
  لا نجعل الباطل حقّا ولا ... نلظَّ دون الحق بالباطل
  نخاف أن تسفه أحلامنا ... فنخمل الدّهر مع الخامل
  ثم يجتهد عبد الملك في الحق بين الخصمين.
  أصحابه يميلون مع الريح
  أخبرني وكيع والحسن بن علي قالا: حدثنا أبو قلابة: قال: حدثنا الأصمعي، عن أبي الزناد، عن أبيه، عن رجال من الأنصار:
  أنّ سعية بن عريض أخا السموءل بن عاديا كان ينادم قوما من الأوس والخزرج، ويأتونه، فيقيمون عنده، ويزورونه في أوقات قد ألف زيارتهم فيها، فأغار عليه بعض ملوك اليمن، فانتسف(٤) من ماله حتى افتقر، ولم يبق له مال، فانقطع عنه إخوانه، وجفوه، فلما أخصب، وعادت حاله، وتراجعت راجعوه، فقال في ذلك:
(١) في «المختار»:
«نقضي بحكم عادل فاصل»
بدل:
«في المنطق الفاصل والنائل»
، وفي هد، هج:
«في المنطق القائل والفاصل»
(٢) لظ بالشيء وألظ به: تمسك به، ولزمه. وفي «المختار»: «نلط».
(٣) في هد: محمد بن خلف بن المرزبان.
(٤) انتسف ماله: من نسف الشيء: اقتلعه من أصله.