كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب جواس وخبره في هذا الشعر

صفحة 374 - الجزء 22

  يعني سالم بن دارة.

  فقال جوّاس:

  /

  ما ضرب الجوّاس إلا فجاءة ... على غفلة من عينه وهو نائم⁣(⁣١)

  فإلا تعجّلني المنيّة يصطبح ... بكأسك حصناكم حصين وعاصم⁣(⁣٢)

  ويعطى بنو سفيان ما شئت عنوة ... كما كنت تعطيني وأنفك راغم

  جميل يحدو ركاب مروان بن الحكم

  وقال أبو عمرو الشّيباني:

  حجّ مروان بن الحكم، فسار بين يديه جميل بن عبد اللَّه بن معمر، وجوّاس بن قطبة، وجوّاس بن القعطل الكلبيّ، فقال لجميل: انزل فسق بنا، فنزل جميل فقال:

  يا بثن حيّي ودّعينا أوصلي ... وهونّي الأمر فزوري واعجلي⁣(⁣٣)

  / ثمّت أيّا ما أردت فافعلي ... إني لآتي ما أتيت مؤتلى⁣(⁣٤)

  فقال له مروان: عدّ عن هذا، فقال:

  أنا جميل والحجاز وطني ... فيه هوى نفسي وفيه شجني

  هذا إذا كان السّياق ددني⁣(⁣٥)

  جواس بن قطبة يحدو ركاب مروان

  فقال لجوّاس بن قطبة: انزل أنت يا جوّاس فسق بنا، فنزل فقال - وقد كان بلغه عن مروان أنه توعّده إن هاجى جميلا:

  لست بعبد للمطايا أسوقها ... ولكنني أرمي بهنّ الفيافيا⁣(⁣٦)

  أتاني عن مروان بالغيب أنه ... مبيح دمي أو قاطع من لسانيا

  وفي الأرض منجاة وفسحة مذهب ... إذا نحن رققنا لهن المثانيا⁣(⁣٧)

  فقال له مروان: أما إن ذلك لا ينفعك إذا وجب عليك حق، فاركب لا ركبت.


(١) البيت من الطويل دخله الخزم أيضا.

(٢) يصطبح بكأسك ... الخ: يشرب بالكأس التي كنت أسقيك بها حصين وعاصم، والبيت هو وما بعده إيعاد وتهديد.

(٣) في هد، هج: «يا بنة حنا» بدل «يا بثن حيي».

(٤) مؤتلى: من ألا الشيء ألو: استطاعه.

(٥) الددن: اللهو، كالدد، وفي هج: «بدني» بدل «ددني» ولا معنى له.

(٦) البيت من الطويل دخله الخرم.

(٧) المثاني: ما يكرر ويثنى من الآيات القرآنية وغيرها، ويريد بها هنا أناشيد الحداء، وضمير «لهن» يعود على الإبل المفهومة من المقام، أو على المطايا المذكورة في البيت الأول، وفي هد، هج: «وللمرء مذهب» بدل «وفسحة مذهب».