كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن المدبر

صفحة 396 - الجزء 22

  بارق شرّد الكرى ... لاح من نحو ما ترى

  هاج للقلب شجوه ... فاعترى منه ما اعترى

  أيها الشادن⁣(⁣١) الذي ... صاد قلبي وما درى

  كن عليما بشقوتي ... فيك من بين ذا⁣(⁣٢) الورى

  عود إلى جاريتي عريب

  وحدثني عن أبيه قال:

  كنت عند إبراهيم بن المدبر فزارته بدعة وتحفة وأقامتا عنده، فأنشدنا يومئذ:

  أيها⁣(⁣٣) الزائران حياكما الل ... هـ ومن أنتما له بالسّلام

  ما رأينا في الدهر بدرا وشمسا ... طرقا ثم رجّعا⁣(⁣٤) بالكلام

  كيف خلَّفتما عريبا سقاها اللَّه ... ربّ العباد صوب الغمام

  هي كالشمس والحسان نجوم ... ليس ضوء النهار مثل الظلام

  جمعت كلّ ما تفرّق في النا ... س وصارت فريدة في الأنام

  شعره في سجنه

  وأنشدني عن أبيه لإبراهيم بن المدبر وهو محبوس:

  /

  واني لأستنشي⁣(⁣٥) الشّمال إذا جرت ... حنينا إلى ألَّاف قلبي وأحبابي

  وأهدي مع الريح الجنوب إليهم ... سلامي وشكوى طول حزني وأوصابي

  فيا ليت شعري هل عريب عليمة ... بذلك أو⁣(⁣٦) نام الأحبة عما بي؟

  يعاتب صديقه أبا الصقر

  حدثني عمي، عن محمد بن داود قال:

  كان إبراهيم بن المدبر صديق أبي الصقر إسماعيل بن بلبل فلم يرض فعله لمّا نكب ولا نيابته عنه فقال فيه:


(١) الشادن: ولد الظبي.

(٢) في س وب: «ذي»: وهو تحريف.

(٣) في س وب: «أيهما» وهو تحريف وفي هد: أيها الراكبان.

(٤) الترجيع في الأصل؛ ترديد الصوت على نحو ما يفعل الملحنون، والمراد هنا تكرار لاستئذان، وفي هج: ثم رجعنا في الكلام.

(٥) أستنشي: أشم، وفي س، ب: «لأستثنى» وفي هد هج: «إني لأستشني» بلا واو، فيكون في البيت خرم.

(٦) في ب، س: «أم».