كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مرة بن محكان / أخبار علي بن عبد الله بن جعفر

صفحة 422 - الجزء 22

  سماجة لمحبّ خان صاحبه ... ما خان قطَّ محبّ يعرف الكرما

  الشعر لعليّ بن عبد اللَّه الجعفريّ، والغناء للقاسم بن زرزور، ولحنه ثقيل أول مطلق ابتداؤه نشيد، وكان إبراهيم بن أبي العبيس يذكر أنه لأبيه.

  / فلما ولَّي مصعب بن الزبير دعاه، فأنشده الأبيات، فقال: أما واللَّه لأقطعنّ السيف في رأسك قبل أن تقطعه في رأسي، وأمر به فحبس، ثم دسّ إليه من قتله.

  أخبرني الحسين بن يحيى، عن حماد عن أبيه، عن ابن جامع، عن يونس قال:

  جاء رجل من قريش إلى الغريض فقال له: بأبي أنت وأمي إني جئتك قاصدا من الطائف أسألك عن صوت تغنّيني إياه، قال: وما هو؟ قال: لحنك في هذا الشعر:

  تشرّب لون الرازقيّ بياضه ... أو الزعفران خالط المسك رادعه⁣(⁣١)

  فقال: لا سبيل إلى ذلك، هذا الصوت قد نهتني الجنّ عنه، ولكنّي أغنيك في شعر لمرّة بن محكان، وقد طرقه ضيف في ليلة شاتية، فأنزلهم، ونحر لهم ناقته، ثم غنّاه قوله:

  يا ربّة البيت قومي غير صاغرة ... ضمّي إليك رحال القوم والقربا

  فأطربه، ثم قال له الغريض: هذا لحن أخذته من عبيد بن سريج، وسأغنيك لحنا عملته في شعر على وزن هذا الشعر ورويّه للحطيئة، ثم غنّاه:

  ما نقموا من بغيض لا أبالهم ... في بائس جاء يحدو أينقا شزبا⁣(⁣٢)

  جاءت به من بلاد الطَّور تحمله ... حصّاء⁣(⁣٣) لم تترك دون العصعا شذبا⁣(⁣٤)

  لا يخفض جبينه إلا للَّه

  / حدثني اليزيديّ قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود قال: أخبرني العباس بن عيسى العقيليّ أن عليّ بن عبد اللَّه الجعفري أنشده:

  واللَّه واللَّه ربّي ... وتلك أقصى يميني

  لو شئت ألا أصلَّي ... لما وضعت جبيني

  أيهما يدع؟

  حدثنا اليزيديّ قال: حدثنا محمد بن الحسن بن مسعود قال: أخبرني العباس بن عيسى قال: حدثني عليّ بن عبد اللَّه الجعفريّ قال:


(١) في س، ب: «رادغه»، تحريف، والرازقي: الخمر.

(٢) شزب: جمع شازب بمعنى المهزول، وفي «اللسان»: قال الأصمعي: وسمعت أعرابيا يقول ما قال الحطيئة أينقا شزبا وإنما قال أعنزا شسبا.

(٣) سنة مجدبة: لا نبت فيها كالرأس الأحص الذي لا شعر فيه.

(٤) شذبا: قشرا وجمعه أشذاب.