كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مرة بن محكان / أخبار علي بن عبد الله بن جعفر

صفحة 423 - الجزء 22

  مرتّ بي امرأة في الطواف، وأنا جالس أنشد صديقا لي هذا البيت:

  أهوى هوى الدين واللذات تعجبني ... فكيف لي بهوى اللذات والدين؟

  فالتفتت المرأة إليّ وقالت: دع أيّهما شئت وخذ الآخر.

  عود إلى الصوت

  حدثنا اليزيديّ قال: حدثنا محمد بن الحسن الزّرقي قال: حدثنا عبد اللَّه بن شبيب قال: أنشدني عليّ بن عبد اللَّه بن جعفر الجعفريّ لنفسه:

  واللَّه لا نظرت عيني إليك ولو ... سالت مساربها شوقا إليك دما

  إلا مفاجأة عند اللقاء ولا ... نازعتك⁣(⁣١) الدهر إلا ناسيا كلما

  إن كنت خنت ولم أضمر خيانتكم ... فاللَّه يأخذ ممن خان أو ظلما

  سماجة لمحبّ خان صاحبه ... ما خان قطَّ محبّ يعرف الكرما

  قال عبد اللَّه بن شبيب وأنشدني عليّ بن عبد اللَّه لنفسه:

  صوت

  وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي ... متأخّر عنه ولا متقدّم

  أجد الملامة في هواك لذيذة ... حبّا لذكرك فليلمني اللَّوّم

  وأهنتني فأهنت نفسي جاهدا⁣(⁣٢) ... ما من يهون عليك ممن يكرم

  أشبهت أعدائي فصرت أحبّهم ... إذا صار حظي منك حظي منهم⁣(⁣٣)

  صوت

  أتعرف رسم الدار من أمّ معبد ... نعم فرماك الشوق قبل التجلَّد

  فيالك من شوق ويا لك عبرة ... سوابقها مثل الجمان المبدّد

  الشعر لعتبية⁣(⁣٤) بن مرداس المعروف بابن فسوة، والغناء لجميلة، خفيف ثقيل بالبنصر عن / ابن المكي.

  وذكر الهشامي أن فيه لمعبد لحنا من الثقيل الأول، وأنه يظنّه من منحول يحيى إليه.


(١) في ف، هج: «راجعتها» بدل «نازعتك» وفي هد: «راجعتك» والأبيات صالحة لكاف المخاطب وكاف المخاطبة.

(٢) في هد: «صاغرا».

(٣) يروي «الأغاني» في ترجمة أبي الشيص الأزدي أنها له، وهنا يرويها لعلي، وأبو عبيد البكري يحقق أنها لعلي لا لأبي الشيص كتاب «التنبيه» صفحة ٦٧.

(٤) كذا في ف، وفي س، ب: عيينة، وهو تحريف.