كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عتيبة ونسبه

صفحة 426 - الجزء 22

  فلو كنت من زهران لم ينس حاجتي ... ولكنني مولى جميل بن معمر

  / - وكان حليفا لجميل بن معمر القرشيّ -:

  وباتت لعبد اللَّه من دون حاجتي ... شميلة تلهو بالحديث المفتّر⁣(⁣١)

  ولم يقترب من ضوء نار تحثّها ... شميلة إلا أن تصلَّى بمجمر

  تطالع أهل السوق والباب دونها ... بمستفلك⁣(⁣٢) الذّفري⁣(⁣٣) أسيل المدثّر

  إذا هي همّت بالخروج يردّها ... عن الباب مصراعا منيف مجيّر

  - وجدت بخط إسحق الموصلي مجيّر: محير. والمحير: المصهرج⁣(⁣٤). والحيار: الصهروج -

  فليت قلوصي عرّيت أو رحلتها ... إلى حسن في داره وابن جعفر

  إلى ابن رسول اللَّه يأمر بالتقى ... وللدين يدعو والكتاب المطهّر

  إلى معشر لا يخصفون⁣(⁣٥) نعالهم ... ولا يلبسون السّبت⁣(⁣٦)، ما لم يخصّر⁣(⁣٧)

  فلما عرفت البأس منه وقد بدت ... أيادي سبا الحاجات للمتذكَّر

  تسنّمت حرجوجا⁣(⁣٨) كأن بغامها ... أحيح⁣(⁣٩) ابن ماء⁣(⁣١٠) في يراع مفجّر

  فما زلت في التّسيار حتى أنحتها ... إلى ابن رسول الأمّة المتخيّر

  فلا تدعنّي إذ رحلت إليكم ... بني هاشم أن تصدروني بمصدر⁣(⁣١١)

  / وهي قصيدة طويلة، هذا ذكر في الخبر منها.

  وأخبرني بهذا الخبر أحمد بن عبد العزيز الجوهري وأحمد بن عبيد اللَّه بن عمار، عن عمر بن شبّة، عن المدائنيّ مثل ما مضى أو قريبا منه، ولم يتجاوز عمر بن شبة المدائني في إسناده.

  عامر بن الكريز ينهره أيضا

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدثني محمد بن الحسن بن الحرون قال: قال ابن الأعرابي:

  كان عتيبة بن مرداس السّلميّ شاعرا خبيث اللسان مخوف المعرّة في جاهليته وإسلامه، وكان يقدم على أمراء


(١) كذا في ف، وفي س وب: «المقتر» تحريف.

(٢) بمستفلك بمعنى مستدير، وفعله في الأساس: فلك ثدي الجارية وتفلك واستفلك.

(٣) الذفري: العظم الشاخص خلف الأذن.

(٤) مصهرج، أي معمول بالصاروج وهو النورة وأخلاطها تصرج بها الحياض والبيوت ونحوها.

(٥) يخصفون: يخرزون.

(٦) السبت: الجلد المدبوغ.

(٧) يخصر: يدقق وسطه.

(٨) الحرجوج الناقة السمينة الطويلة وتجمع على حراجيج.

(٩) المراد الصوت.

(١٠) طائر يكثر وجوده حول المياه.

(١١) كذا في ف، وفي س، ب: «لمصدر». وفي هد: «فلا تدعوني» بلا توكيد.