أخبار عتيبة ونسبه
  متى يجيء(١) يوما إلى المال وارثي ... يجد قبض كفّ غير ملأى ولا صفر
  يجد مهرة مثل القناة طمرّة(٢) ... وعضب إذا ما هزّ لم يرض بالهبر(٣)
  فإن تمنعوا منها حماكم فإنه ... مباح لها ما بين إنبط(٤) فالكدر(٥)
  إذا ما أمرؤ أثنى بفضل ابن عمه ... فلعنة ربّ العالمين على بشر
  يسرقون ثيابه؛ فيستعدي قومه عليهم
  وقال أبو عمرو الشيباني، ونسخته أيضا من خط إسحاق الموصلي، وجمعت الروايتين:
  إن ابن فسوة نزل ببني سعد بن مالك من بني قيس بن ثعلبة، وبات بهم، ومعه جارية له يقال لها جوزاء، فسرقوا عيبة له فيها ثيابه وثياب جاريته، فرحل عنهم، فلما عاد إلى قومه أعلمهم ما فعله به بنو سعد بن مالك.
  فركب معه فرسان منهم حتى أغاروا على إبل لبني سعد فأخذوا منها صرمة(٦)، واستاقوها فدفعوها إليه، فقال يمدح قومه ويهجو بني سعد بقوله:
  /
  جزى اللَّه قومي من شفيع وشاهد ... جزاء سليمان النّبيّ المكرّم
  هم القوم لا قوم ابن دارة سالم ... ولا ضابئ إذ(٧) أسلما شرّ مسلم
  وما عيبة الجوزاء إذ غدرت بها ... سراة بني قيس بسرّ مكتّم
  إذا ما لقيت الحيّ سعد بن مالك ... على زمّ(٨) فانزل خائفا أو تقدّم
  أناس أجارونا فكان جوارهم ... شعاعا كلحم الجازر المتقسّم
  لقد دنست أعراض سعد بن مالك ... كما دنست رجل البغيّ(٩) من الدّم
  لهم نسوة طلس(١٠) الثياب مواجن ... ينادين من يبتاع عودا(١١) بدرهم
  إذا أيّم قيسيّة مات بعلها ... وكان لها جار فليست بأيّم
  يمشّي ابن بشر بينهنّ مقابلا ... بأير كإير الأرجحيّ المخرّم(١٢)
(١) كذا في ف؛ وفي س، ب: «مانحا» وعلى رواية «نحا» يجب زيادة «ما» قبلها وإلا اختل الوزن.
(٢) الطمرة: الفرس الجواد.
(٣) الهبر: قطع اللحم، المفرد هبرة.
(٤) إنبط كاثمد: موضع ببلاد كلب بن وبرة.
(٥) الكدر: موضع على ثمانية برد من المدينة أو ماء لبني سليم.
(٦) الصرمه: القطعة من الإبل ما بين العشرين إلى الثلاثين.
(٧) س، ب: «إن».
(٨) زم: بئر لبني سعد بن مالك ومنع «زم» الصرف على اعتباره علما مؤنثا.
(٩) كذا في ف و «معجم ياقوت»، وفي س، ب: «التقى»، ولا معنى له.
(١٠) طلس: جمع أطلس: ثوب خلق.
(١١) ف «فردا بدرهم».
(١٢) ف: «الأرحجي».