أخبار المؤمل ونسبه
  ضحك، فقال له ابن ثوبان: أصلح اللَّه أمير المؤمنين! ما رأيتك ضحكت من شيء من هذه الرقاع إلا من هذه / الرّقعة، فقال: هذه رقعة أعرف سببها، ردّوا إليه عشرين ألف درهم، فردّوها إليّ وانصرفت.
  يبايع موسى وهارون فيأخذ بدرة ونصفا
  أخبرني حبيب بن نصر المهلبي، قال: حدثنا عبد اللَّه بن سعد بن أبي سعد قال: حدثني الحكم بن موسى السلوليّ، قال: حدثني سعد بن أخي العوفيّ قال:
  قدم على المهديّ في بيعة ابن ابنيه موسى وهارون المؤمّل بن أميل المحاربيّ والحسين بن يزيد بن أبي الحكم السّلولي وقد أوفدهما هاشم بن سعد الحميري من الكوفة، فقدما على المهديّ في عسكره، فأنشده المؤمّل:
  هاك بياعنا يا خير وال ... فقد جدنا به لك طائعينا(١)
  فإن تفعل فأنت لذاك أهل ... ففصلك يا بن خير الناس فينا
  وعد لك يا بن وارث خير خلق ... نبيّ اللَّه خير المرسلينا
  فإن أبا أبيك وأنت منه ... هو العبّاس وارثه يقينا
  أبان به الكتاب وذاك حق ... ولسنا للكتاب مكذّبينا
  بكم فتحت وأنتم غير شك ... لها بالعدل أكرم خاتمينا
  فدونكها فأنت لها محلّ ... حباك بها إله العالمينا
  ولو قيدت لغيركم اشمأزّت ... وأعيت أن تطيع القائدينا
  فأمر لهما بثلاثين ألف درهم، فجيء بالمال، فألقي بينهما، فأخذ كل واحد منهما بدرة(٢)، وصدع(٣) / الأخرى بينهما، فأخذ هذا نصفا وهذا نصفا.
  يتلف في ضحكه كل مال
  أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثنا حماد بن إسحاق عن أبيه، عن عبد اللَّه بن أمين عن أبي محمد اليزيديّ، عن المؤمّل بن أميل قال:
  صرت إلى المهديّ بجرجان فمدحته بقولي:
  تعزّ ودع عنك سلمى وسر ... حثيثا على سائرات البغال
  وكل جواد له ميعة(٤) ... يخبّ بسرحك بعد الكلال
  إلى الشمس شمس بني هاشم ... وما الشمس كالبدر أو كالهلال
(١) في هد «فقد جدنا بذلك طائعينا».
(٢) البدرة: كيس فيه عشرة آلاف درهم، وجمعه بدر كعنب.
(٣) كذا في ف وفي س، ب «صدع».
(٤) ميعة الفرس: أول جريه.