كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي حزابة ونسبه

صفحة 447 - الجزء 22

  بنو عديّ كلهم سواء ... كأنهم زينيّة⁣(⁣١) جراء⁣(⁣٢)

  رثاء وهجاء

  قال ثم وليها بعد عبد اللَّه بن علي عبد العزيز بن عبد اللَّه بن عامر بن كريز أيام الفتنة، فاستأذنه أبو حزابة أن يأتي البصرة، فأذن له، فقدمها، وكان الناس يحضرون المربد، ويتناشدون الأشعار، ويتحادثون ساعة من النهار، فشهدهم أبو حزابة، وأنشدهم مرثية له في طلحة الطلحت يضمنها ذمّا لعبد اللَّه بن عليّ وهي قوله:

  هيهات هيهات الجناب الأخضر ... والنائل الغمر الذي لا ينزر

  واراه عنا الجدث المغوّر⁣(⁣٣) ... قد علم القوم غداة استعبروا

  / والقبر بين الطلحات يحفر ... أن لن يروا مثلك حتى ينشروا⁣(⁣٤)

  أنا أتانا جرز محمّر⁣(⁣٥) ... أنكره سريرنا والمنبر

  والمسجد المحتضر المطهّر ... وخلف يا طلح منك أعور⁣(⁣٦)

  بليّة يا ربّنا لا نسخر ... أقلّ من شبرين حين يشبر ... مثل أبي القعواء لا بل أقصر⁣(⁣٧)

  قال: وأبو القعواء حاجب لطلحة كان قصيرا.

  بئس العقاب

  فقال عون بن عبد الرحمن بن سلامة - وسلامة أمّه - وهو رجل من بني تميم بن مرة قيس: بئسما قلت! أتشاهر الناس بشتم قريش؟ فقال له، إني لم أعمّ، إنما سمّيت رجلا واحدا، فأغلظ له عون حتى انصرف عن ذلك الموضع، ثم أمر عون ابن أخ له، فدعا أبا حزابة فأطعمه، وسقاه، وخلط في شرابه شبر ما⁣(⁣٨) فسلَّحه، فخرج أبو حزابة وقد أخذه بطنه، فسلح على بابهم وفي طريقه، حتى بلغ أهله، ومرض أشهرا، ثم عوفي، فركب فرسا له، ثم أتى المربد فإذا عون بن سلامة واقف، فصاح به، فوقف، ولو لم يقف كان أخف لهجائه، فقال أبو حزابة:

  يا عون قف واستمع الملامة ... لا سلَّم اللَّه على سلامة

  / زنجية تحسبها نعلمه ... شكَّاء⁣(⁣٩) شان جسمها دمامه


(١) زينيّة: كلاب.

(٢) الأبيات في «الحيوان» ١: ٢٥٥.

(٣) المغور: البعيد الغرو.

(٤) البيت ساقط من م.

(٥) كذا في ف وفي س، ب: «جزر» تحريف والأصوب - كما في بعض النسخ - جرز محمر: فأرهجين.

(٦) في س، ب: بعد شطرين.

(٧) س، ب: «أصفر».

(٨) الشبرم: شراب مسهل.

(٩) كذا في ف ومعناها صماء، وفي س، ب: «سكاء».