كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي حزابة ونسبه

صفحة 448 - الجزء 22

  /

  ذات حر كريشتي حمامه ... بينهما بظر كرأس الهامه

  أعلمتها وعالم العلامة ... لو أن تحت بظرها صمامه ... لدفعت قدما⁣(⁣١) بها أمامه

  فكان الناس يصيحون به:

  أعلمتها وعالم العلامة

  أبو حزابة ينشد طلحة

  أخبرني عمّي قال: حدثنا أحمد بن الهيثم بن فراس قال حدثني عمي أبو فراس، عن الهيثم بن عديّ قال:

  كان عبد اللَّه بن خلف أبو طلحة الطلحات مع عائشة يوم الجمل وقتل معها يومئذ، وعلى بني خلف نزلت عائشة بالبصرة في القصر المعروف بقصر بني خلف، وكان هوى طلحة الطلحات أمويّا، وكانت بنو أميّة مكرمين له.

  فأنشد أبو حزابة يوما طلحة:

  يا طلح يأبى مجدك الإخلافا ... والبخل لا يعترف اعترافا⁣(⁣٢)

  إن لنا أحمرة عجافا ... يأكلن كلّ ليلة إكافا⁣(⁣٣)

  فأمر له طلحة بإبل ودراهم، وقال له: هذه مكان أحمرتك.

  يأبى الوقوف بباب يزيد

  أخبرني عمي قال حدثنا الكرانيّ⁣(⁣٤) قال: حدثني العمريّ، عن لقيط قال:

  قيل لأبي حزابة: لو أتيت يزيد بن معاوية لفرض لك، وشرّفك، وألحقك بعلية / أصحابه، فلست دونهم، وكان أبو حزابة يومئذ غلاما حدثا، وكان معاوية حيّا، ويزيد أميرا يومئذ، فلما أكثر قومه عليه في ذلك وفي قولهم:

  إنك ستشرف بمصيرك إليه قال:

  يشرّفني سيفي⁣(⁣٥) وقلب مجانب ... لكل لئيم باخل ومعلهج⁣(⁣٦)

  وكرّي على الأبطال طرفا كأنه ... ظليم وضربي فوق رأس المدجّج

  وقولي إذا ما النفس جاشت وأجهشت ... مخافة يوم شرّه متأجّج

  عليك غمار الموت يا نفس إنني ... جريء على درء الشجاع المهجهج⁣(⁣٧)


(١) غير مثنية ولا ملتوية.

(٢) اعترفه: استخبره عن حاله، أي مجدك واضح لا يسأل عنه سائل.

(٣) الإكاف: برذعة ويقال له وكاف.

(٤) كذا في ف وفي س، ب: «الكجاني» تحريف.

(٥) كذا في س، ب، وفي ف: «سيف».

(٦) معلهج: أحمق لئيم.

(٧) المهجهج: الداهية.