أخبار أبي حزابة ونسبه
  وتراه حين يجيئه السؤّا ... ل يولع بالسّعال
  متشاغلا متنحنحا ... كالكلب جمجم(١) للعظال(٢)
  فارفض قريشا كلَّها ... من أجل ذي الداء العضال
  - يعني عبد اللَّه بن علي العبشميّ.
  يشيد بشجاعة التميميين
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك قال: حدثني محمد بن الهيثم الشاميّ قال: حدثني عمي أبو فراس، عن العذريّ قال:
  دخل أبو حزابة على عمارة بن تميم ومحمد بن الحجاج، وقد قدما سجستان لحرب عبد / الرحمن بن محمد ابن الأشعث، وكان عبد الرحمن لما قدماها هرب، ولم يبق بسجستان / من(٣) أصحابه إلا سبعمائة رجل من بني تميم كانوا مقيمين بها، فقال لهما أبو حزابة: إنّ الرجل قد هرب منكما، ولم يبق من أصحابه أحد، وإنما بسجستان من(٣) كان بها من بني تميم قبل قدومه فقالا له: ما لهم عندنا أمان، لأنهم قد كانوا مع ابن الأشعث، وخلعوا الطاعة، فقال: ما خلعوها، ولكنه ورد عليهم في جمع عظيم لم يكن لهم بدفعه طاقة. فلم يجيباه إلى ما أراد، وعاد إلى قومه، وحاصرهم أهل الشام، فاستقتلت(٤) بنو تميم، فكانوا يخرجوا في كل يوم إليهم، فيواقعونهم، ويكبسهونهم(٥) بالليل، وينهبون أطرافهم، حتى ضجروا بذلك، فلما رأى عمارة فعلهم صالحهم، وخرجوا إليه، فلما رأى قلَّتهم قال: أما كنتم إلا ما أرى! قالوا: نعم(٦)، فإن شئت أن نقيلك الصلح أقلناك، وعدنا للحرب، فقال: أنا غنيّ عن ذلك، وآمنهم، فقال أبو حزابة في ذلك:
  للَّه عينا من رأى من فوارس ... أكرّ على المكروه منهم وأصبرا
  وأكرم لو لاقوا سوادا مقاربا ... ولكن لقوا طمّا(٧) من البحر أخضرا
  فما برحوا حتى أعضّوا سيوفهم ... ذرى الهام منهم والحديد المسمّرا
  وحتى حسبناهم فوارس كهمس(٨) ... حيوا بعد ما ماتوا من الدّهر أعصرا
  صوت
  إذا اللَّه لم يسق إلا الكرام ... فسقّى وجوه بني حنبل
(١) في س، ب: جمع، ومعنى جمجم أخفى صوته.
(٢) العظال: الملازمة في السفاد للكلاب ونحوها.
(٣ - ٣) تكملة من ف، هد، هج.
(٤) في س، ب: فاستقلت، وهو تحريف.
(٥) في س، ب: «يبيتونهم».
(٦) في س، ب: «لا».
(٧) طما: غمرا.
(٨) كهمس أبو حي من ربيعة، أو لعل المقصود به كهمس الصريمي، وهو خارجي حارب في أربعين رجلا أسلم بن زرعة الكلابي في ألفي رجل، فثبت لهم.