كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي حزابة ونسبه

صفحة 451 - الجزء 22

  وتراه حين يجيئه السؤّا ... ل يولع بالسّعال

  متشاغلا متنحنحا ... كالكلب جمجم⁣(⁣١) للعظال⁣(⁣٢)

  فارفض قريشا كلَّها ... من أجل ذي الداء العضال

  - يعني عبد اللَّه بن علي العبشميّ.

  يشيد بشجاعة التميميين

  : أخبرني الحسن بن عليّ قال: حدثنا هارون بن محمد بن عبد الملك قال: حدثني محمد بن الهيثم الشاميّ قال: حدثني عمي أبو فراس، عن العذريّ قال:

  دخل أبو حزابة على عمارة بن تميم ومحمد بن الحجاج، وقد قدما سجستان لحرب عبد / الرحمن بن محمد ابن الأشعث، وكان عبد الرحمن لما قدماها هرب، ولم يبق بسجستان / من⁣(⁣٣) أصحابه إلا سبعمائة رجل من بني تميم كانوا مقيمين بها، فقال لهما أبو حزابة: إنّ الرجل قد هرب منكما، ولم يبق من أصحابه أحد، وإنما بسجستان من⁣(⁣٣) كان بها من بني تميم قبل قدومه فقالا له: ما لهم عندنا أمان، لأنهم قد كانوا مع ابن الأشعث، وخلعوا الطاعة، فقال: ما خلعوها، ولكنه ورد عليهم في جمع عظيم لم يكن لهم بدفعه طاقة. فلم يجيباه إلى ما أراد، وعاد إلى قومه، وحاصرهم أهل الشام، فاستقتلت⁣(⁣٤) بنو تميم، فكانوا يخرجوا في كل يوم إليهم، فيواقعونهم، ويكبسهونهم⁣(⁣٥) بالليل، وينهبون أطرافهم، حتى ضجروا بذلك، فلما رأى عمارة فعلهم صالحهم، وخرجوا إليه، فلما رأى قلَّتهم قال: أما كنتم إلا ما أرى! قالوا: نعم⁣(⁣٦)، فإن شئت أن نقيلك الصلح أقلناك، وعدنا للحرب، فقال: أنا غنيّ عن ذلك، وآمنهم، فقال أبو حزابة في ذلك:

  للَّه عينا من رأى من فوارس ... أكرّ على المكروه منهم وأصبرا

  وأكرم لو لاقوا سوادا مقاربا ... ولكن لقوا طمّا⁣(⁣٧) من البحر أخضرا

  فما برحوا حتى أعضّوا سيوفهم ... ذرى الهام منهم والحديد المسمّرا

  وحتى حسبناهم فوارس كهمس⁣(⁣٨) ... حيوا بعد ما ماتوا من الدّهر أعصرا

  صوت

  إذا اللَّه لم يسق إلا الكرام ... فسقّى وجوه بني حنبل


(١) في س، ب: جمع، ومعنى جمجم أخفى صوته.

(٢) العظال: الملازمة في السفاد للكلاب ونحوها.

(٣ - ٣) تكملة من ف، هد، هج.

(٤) في س، ب: فاستقلت، وهو تحريف.

(٥) في س، ب: «يبيتونهم».

(٦) في س، ب: «لا».

(٧) طما: غمرا.

(٨) كهمس أبو حي من ربيعة، أو لعل المقصود به كهمس الصريمي، وهو خارجي حارب في أربعين رجلا أسلم بن زرعة الكلابي في ألفي رجل، فثبت لهم.