كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار مالك بن الريب ونسبه

صفحة 464 - الجزء 22

٣١ - أخبار مالك بن الريب ونسبه

  اسمه ونسبه

  هو مالك بن الريب بن حوط بن قرط⁣(⁣١) بن حسل بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن بن مالك بن عمرو ابن تميم.

  لص قاطع طريق

  وكان شاعرا فاتكا لصّا، ومنشؤه في بادية بني تميم بالبصرة من شعراء الإسلام في أول أيام بني أمية.

  الوالي يريد استصلاحه

  أخبرني بخبره عليّ بن سليمان الأخفش قال: أخبرنا أبو سعيد السكَّريّ عن محمد بن حبيب عن ابن الأعرابي وعن هشام بن الكلبي وعن الفضل بن محمد وإسحاق بن الجصّاص وحمّاد الراوية وكلَّهم قد حكى من خبره نحوا مما حكاه الآخرون قالوا:

  استعمل معاوية بن أبي سفيان سعيد بن عثمان بن عفان على خراسان، فمضى⁣(⁣٢) سعيد بجنده في طريق فارس، فلقيه بها مالك بن الريب المازني، وكان من أجمل الناس وجها، وأحسنهم ثيابا فلما رآه سعيد أعجبه، وقال له: مالك، ويحك تفسد نفسك بقطع الطريق! وما يدعوك إلى ما يبلغني عنك من العبث والفساد، وفيك هذا الفضل! قال: يدعوني إليه العجز عن المعالي، ومساواة ذوي المروءات ومكافأة الإخوان، قال: فإن أنا أغنيتك، واستصحبتك، أتكفّ عما كنت تفعل؟ قال: إي واللَّه أيها الأمير، أكفّ كفّا لم يكفّ أحد أحسن منه، قال:

  فاستصحبه، وأجرى له خمسمائة درهم في كل شهر.

  داود بن الحكم يتعقبه هو وأصحابه

  قالوا:

  وكان السبب الذي من أجله وقع مالك بن الريب إلى ناحية فارس أنه كان / يقطع الطريق هو وأصحاب له، منهم شظاظ - وهو مولى لبني تميم، وكان أخبثهم - وأبو حردبة، أحد بني أثالة بن مازن، وغويث، أحد بني كعب ابن مالك بن حنظلة، وفيهم يقول الراجز:

  اللَّه نجاك من القصيم⁣(⁣٣) ... وبطن فلج وبني تميم


(١) في س، ب: «فرط» بالفاء تحريف.

(٢) في هد، هج: «فمر» بدل «فمضى».

(٣) القصيم: موضع يشقه طريق بطن فلج.