أخبار مالك بن الريب ونسبه
  ومن بني حردبة الأثيم ... ومالك وسيفه المسموم
  ومن شظاظ الأحمر الزّنيم(١) ... ومن غويث فاتح العكوم(٢)
  فساموا(٣) الناس شرّا، وطلبهم مروان بن الحكم، وهو عامل على المدينة، فهربوا فكتب إلى الحارث بن حاطب الجمحيّ، وهو عامله على بني عمرو بن حنظلة يطلبهم، فهربوا منه.
  يتوعد من يتوعده
  وبلغ مالك بن الريب أن الحارث بن حاطب يتوعده فقال:
  تألَّى حلفة في غير جرم ... أميري حارث شبه الصّرار(٤)
  عليّ لأجلدن في غير جرم ... ولا أدني فينفعني اعتذاري
  وقلت وقد ضممت إليّ جأشي ... تحلَّل لا تألّ عليّ جاري
  فإني سوف يكفينيك عزمي ... ونصّ(٥) العيس بالبلد القفار
  / وعنس(٦) ذات معجمة(٧) أمون(٨) ... علنداة(٩) موثّقة الفقار
  تزيف(١٠) إذا تواهقت(١١) المطا ... يا كما زاف المشرّف للخطار(١٢)
  وإن ضربت بلحييها وعامت ... تفصّم(١٣) عنهما حلق السّفار(١٤)
  مراحا غير ما ضغن ولكن ... لجاجا حين تشتبه الصحاري
  إذا ما استقبلت جونا بهيما ... تفرّج عن مخيّسة(١٥) حضار(١٦)
(١) الزنيم: الملحق بقوم ليس منهم ولا يحتاجون إليه.
(٢) العكوم: جمع عكم وهو الحمل (الربطة).
(٣) في هد، هج: «فأشعروا الناس» بدل «فساموا الناس».
(٤) الصرار: ما يشد فوق خلف الناقة من خيط.
(٥) نص العيس: إجهادي النوق على السير الشديد.
(٦) عنس: ناقة صلبة قوية.
(٧) ذات معجمة: ذات قوة وسمن وبقاء على السير.
(٨) أمون: موثقة الخلق مأمونة الكلال.
(٩) علنداة: ضخمة شديدة طويلة.
(١٠) تزيف: تسرع في تمايل.
(١١) تواهقت: تبارت وتنافست.
(١٢) المعين للسباق؛ وفي هد هج: «المسدد» بدل «المشرف».
(١٣) تفصم: تكسر من غير انفصال.
(١٤) السفار: حديدة أو جلدة توضع على أنف البعير كالحكمة للفرس.
(١٥) مخيسة: مذللة منقادة.
(١٦) حضار: جمعت قوة وجودة سير.