كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد بني الحسحاس

صفحة 477 - الجزء 22

  الإسلام أولا

  فقال له عمر: لو قدّمت الإسلام على الشيب لأجزتك.

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز وحبيب بن نصر قالا: حدثنا عمر بن شبّة قال: حدثنا معاذ بن معاذ وأبو عاصم عن ابن عون عن محمد بن سيف، أن عبد بني الحسحاس أنشد عمر هذا وذكر الحديث مثل الذي قبله.

  كان قبيح الوجه

  أخبرني محمد بن خلف قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال: حدثنا عبد الرحمن، ابن أخي الأصمعي عن عمه قال:

  كان عبد بني الحسحاس قبيح الوجه، وفي قبحه يقول:

  أتيت نساء الحارثييّن غدوة ... بوجه براه اللَّه غير جميل

  فشبّهنني كلبا ولست بفوقه ... ولا دونه إن كان غير قليل

  كان يشبب بنساء مواليه

  / أخبرني أبو خليفة، عن محمد بن سلَّام، قال:

  أتي عثمان بن عفان بعبد بني الحسحاس ليشتريه فأعجب به فقالوا: إنه شاعر: وأرادوا أن يرغَّبوه فيه: فقال:

  لا حاجة لي به؛ إذا الشاعر لا حريم له، إن شبع تشبّب بنساء أهله، وإن جاع هجاهم، فاشتراه غيره، فلما رحل قال في طريقه:

  أشوقا ولمّا تمض لي غير ليلة ... فكيف إذا سار المطيّ بنا شهرا؟⁣(⁣١)

  وما كنت أخشى مالكا أن يبيعني ... بشيء ولو أمست أنامله صفرا

  أخوكم ومولى مالكم وحليفكم ... ومن قد ثوى فيكم وعاشركم دهرا⁣(⁣٢)

  فلما بلغهم شعره هذا رثوا له، فاستردّوه.

  فكان يشبب بنسائهم، حتى قال:

  /

  ولقد تحدّر من كريمة بعضكم⁣(⁣٣) ... عرق على متن⁣(⁣٤) الفراش وطيب

  قال: فقتلوه.

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثنا الزبير بن بكار قال: حدثني عبد الملك بن عبد العزيز عن خاله يوسف بن الماجشون بمثل هذه الرواية وزاد فيها:


(١) في هج، هد: «عشرا» بدل «شهرا».

(٢) في هج:

«أخوكم ومولاكم وكاتم سركم»

(٣) في «الديوان»:

«فلقد تحدر من جبين فتاتكم»

(٤) في «الديوان»: «على ظهر».