أخبار نصيب الأصغر
  وما نازعت فينا أمورك هفوة ... ولا خطلة في الرأي والرأي يخطل
  إذا اشتبهت أعناقه بيّنت له ... معارف في أعجازه وهو مقبل
  لئن نال عبد اللَّه قبل خلافة ... لأنت من العهد الذي نلت أفضل
  وما زادك العهد الذي نلت بسطة ... ولكن بتقوى اللَّه أنت مسربل(١)
  ورثت رسول اللَّه عضوا ومفصلا ... وذا من رسول اللَّه عضو ومفصل
  إذا ما دهتنا من زمان ملمّة ... فليس لنا إلا عليك المعوّل
  على ثقة منا تحنّ قلوبنا ... إليك كما كنّا أباك نؤمّل
  وهي قصيدة طويلة، هذا مختار من جميعها.
  يبذر في مال المهدي فيوثقه بالحديد:
  أخبرني الحسن بن عليّ، قال: حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد. قال:
  حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن مالك، قال: حدّثني أبي، قال:
  وجّه المهديّ نصيبا الشاعر مولاه إلى اليمن في شراء إبل مهريّة، ووجّه معه رجلا من الشيعة، وكتب معه إلى عامله على اليمن بعشرين ألف دينار، قال: فمدّ أبو الحجناء يده في الدنانير ينفقها في الأكل والشرب، وشراء الجواري والتزويج، فكتب الشيعيّ بخبره إلى المهديّ، فكتب المهديّ في حمله موثقا في الحديد.
  يستشفع بشعره إلى المهدي:
  فلمّا دخل على المهديّ أنشده شعره، وقال:
  تأوّبني ثقل من الهمّ موجع ... فأرّق عيني والخليّون هجّع
  هموم توالت لو أطاف يسيرها ... بسلمى لظلَّت شمّها تتصدّع
  ولكنّها نيطت فناء بحملها ... جهير المنايا حائن النفس مجزع(٢)
  وعادت بلاد اللَّه ظلماء حندسا ... فخلت دجى ظلمائها لا تقشّع
  وهي قصيدة طويلة يقول فيها:
  إليك أمير المؤمنين ولم أجد ... سواك مجيرا منك يدنى ويمنع
  تلمّست هل من شافع لي فلم أجد ... سوى رحمة أعطاكها اللَّه تشفع
  لئن جلَّت الأجرام مني وأفظعت ... لعفوك عن جرمي أجلّ وأوسع
  لئن لم تسعني يا بن عمّ محمد ... لما عجزت عني وسائل أربع
(١) في جميع النسخ: «عهد اللَّه» والصواب «عبد اللَّه».
(٢) تراءى له الموت عيانا.