كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار نصيب الأصغر

صفحة 9 - الجزء 23

  فلأشكرنّك يا ثمامة ما جرت ... فرق السحاب كنهورا وركاما⁣(⁣١)

  ولأشكرنّك يا ثمامة ما دعت ... ورق الحمام على الغصون حماما

  وخلفت شيبة في المقام ولا أرى ... كمقام شيبة في الرجال مقاما

  أغنى إذا التمس الرجال غناءه ... في كلّ نازلة تكون غراما

  وأعمّ منفعة وأكرم حائطا ... تهدي إليه تحيّة وسلاما⁣(⁣٢)

  لا يبعدنّ ابن الوليد فإنه ... قد نال من كل الأمور جساما

  لو من سوى رهط النبيّ خليفة ... يدعى لكان خليفة وإماما

  يبكي شيبة أخا ثمامة:

  قال ابن أبي سعد: ودخل نصيب على ثمامة بعد وفاة أخيه شيبة، وهو يفرّق خيله على الناس، فأمر له بفرس منها؛ فأبى أن يقبله؛ وبكى، ثم قال:

  /

  يا شيبة الخير إمّا كنت لي شجنا ... آليت بعدك لا أبكى على شجن

  أضحت جياد أبي القعقاع مقسمة ... في الأقربين بلا منّ ولا ثمن⁣(⁣٣)

  ورّثتهم فتعزّوا عنك إذ ورثوا ... وما ورثتك غير الهم والحزن

  فجعل ثمامة ومن عنده حاضر من أهله وإخوانه يبكون.

  وشيبة بن الوليد هذا وأخوه من وجوه قواد المهديّ.

  اليزيدي يهجو شيبة:

  وفي شيبة يقول أبو محمد اليزيديّ يهجوه، وكان عارضه في شيء من النحو بحضرة المهديّ:

  عش بجدّ فلن يضرّك نوك ... إنما عيش من ترى بالجدود

  عش بجدّ وكن هبنّقة القي ... سيّ جهلا أو شيبة بن الوليد

  أخبرنا بذلك محمد بن العباس اليزيديّ عن عمه عن أبيه.

  يهجو من لا يجيزه:

  أخبرني عمي قال: حدّثنا القاسم بن محمد الأنباريّ، قال: حدّثنا عبد اللَّه بن بشر البجليّ عن النضر بن طاهر قال:

  أتى نصيب مولى المهديّ عبد اللَّه بن محمد بن الأشعث، وهو يتقلَّد صنعاء للمهديّ، فمدحه، فلم يثبه، واستكساه بردا فلم يكسه، فقال يهجوه:


(١) كذا في ف، وفي س، ب «فوق» بدل «فرق». كنهورا: قطعا من السحاب، وفي س، ب: «جهاما» بدل «ركاما» وهو سحاب لا يمطر، وليس هذا مناسبا للمدح. والركام: المتراكم المجتمع.

(٢) في هج: «أكثر» بدل «أكرم».

(٣) كذا في ف. في س، ب: ابن قعقاع. بدل «أبي القعقاع» كذا في ف وفي س، ب: «بلا حمد». بدل «بلا من».