كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار نصيب الأصغر

صفحة 10 - الجزء 23

  سأكسوك من صنعاء ما قد كسوتني ... مقطَّعة تبقى على قدم الدهر⁣(⁣١)

  إذا طويت كانت فضوحك طيّها ... وإن نشرت زادتك خزيا على النّشر⁣(⁣٢)

  / أغرّك أن بيّضت بيت حمامة ... وقلت: أنا شبعان منتفج الخصر⁣(⁣٣)

  لقد كنت في سلح سلحت مخافة ال ... حروريّة الشّارين داع إلى الضرّ⁣(⁣٤)

  ولكنه يأبى بك البهر كلَّما ... جريت مع الجاري وضيق من الصدر⁣(⁣٥)

  مساجلة حول فرس:

  / قال النضر: وكان النّصيب ملعونا، هجّاء، فأهدى للربيع بن عبد اللَّه بن الربيع الحارثي فرسا فقبله، ثم ندم خوفا من ثقل الثواب، فجعل يعيب الفرس، ويذكر بطأه وعجزه، فبلغ ذلك النّصيب، فقال:

  أعبت جوادنا ورغبت عنه ... وما فيه لعمرك من معاب

  وما بجوادنا عجز ولكن ... أظنّك قد عجزت عن الثواب

  فأجابه الربيع فقال:

  رويدك لا تكن عجلا إلينا ... أتاك بما يسوءك من جواب

  وجدت جوادكم فدما بطيئا ... فما لكم لدينا من ثواب⁣(⁣٦)

  فلما كان بعد أيام رأى النّصيب الفرس تحت الربيع فقال له:

  أخذت مشهّرا في كل أرض ... فعجّل يا ربيع مشهرّات⁣(⁣٧)

  يمانية تخيّرها يمان ... منمنمة البيوت مقطَّعات

  / وجارية أضلَّت والديها ... مولَّدة وبيضا وافيات

  فعجّلها وأنفذها إلينا ... ودعنا من بنات التّرّهات⁣(⁣٨)

  فأجابه الربيع فقال:

  بعثت بمقرف حطم إلينا ... بطيء الحضر ثم تقول: هات⁣(⁣٩)


(١) ب، س: «حرمتني»، والمثبت من ف.

(٢) كذا، في ف ومعناها «الفضيحة» وفي س، ب: «رضوحك».

(٣) منتفج: مرتفع، والبيت كله عن دعته وسمعته واغتراره بحالته.

(٤) الحرورية: طائفة من الخوارج في اليمن، كانت تتبع نجدة بن عويمر، وكان في البيت تامة، وداع حبر مبتدأ مقدر.

(٥) البهر: تتابع النفس من شدة الجري وانقطاعه من الإعياء.

(٦) كذا في ف وفي س، ب:

«خريت مع الخاري»

بدل

«جريت مع الجاري»

(٦) الفدم: الغليظ الجافي الأحمق، وفي س، ب: «قدما»، الصحيف.

(٧) كذا في ف وفي س، ب: «أجدت» بدل «أخذت».

(٨) الترهات: الأباطيل ومفردها ترهة.

(٩) كذا في ف والمقرف ما أمه عربية لا أبوه، وفي س، ب: «بمقرب» بدل «بمقرب». حطم: متكسر، والحطم داء في قوائم الدابة.

والحضر: شدة عدو الفرس.