أخبار نصيب الأصغر
  سأكسوك من صنعاء ما قد كسوتني ... مقطَّعة تبقى على قدم الدهر(١)
  إذا طويت كانت فضوحك طيّها ... وإن نشرت زادتك خزيا على النّشر(٢)
  / أغرّك أن بيّضت بيت حمامة ... وقلت: أنا شبعان منتفج الخصر(٣)
  لقد كنت في سلح سلحت مخافة ال ... حروريّة الشّارين داع إلى الضرّ(٤)
  ولكنه يأبى بك البهر كلَّما ... جريت مع الجاري وضيق من الصدر(٥)
  مساجلة حول فرس:
  / قال النضر: وكان النّصيب ملعونا، هجّاء، فأهدى للربيع بن عبد اللَّه بن الربيع الحارثي فرسا فقبله، ثم ندم خوفا من ثقل الثواب، فجعل يعيب الفرس، ويذكر بطأه وعجزه، فبلغ ذلك النّصيب، فقال:
  أعبت جوادنا ورغبت عنه ... وما فيه لعمرك من معاب
  وما بجوادنا عجز ولكن ... أظنّك قد عجزت عن الثواب
  فأجابه الربيع فقال:
  رويدك لا تكن عجلا إلينا ... أتاك بما يسوءك من جواب
  وجدت جوادكم فدما بطيئا ... فما لكم لدينا من ثواب(٦)
  فلما كان بعد أيام رأى النّصيب الفرس تحت الربيع فقال له:
  أخذت مشهّرا في كل أرض ... فعجّل يا ربيع مشهرّات(٧)
  يمانية تخيّرها يمان ... منمنمة البيوت مقطَّعات
  / وجارية أضلَّت والديها ... مولَّدة وبيضا وافيات
  فعجّلها وأنفذها إلينا ... ودعنا من بنات التّرّهات(٨)
  فأجابه الربيع فقال:
  بعثت بمقرف حطم إلينا ... بطيء الحضر ثم تقول: هات(٩)
(١) ب، س: «حرمتني»، والمثبت من ف.
(٢) كذا، في ف ومعناها «الفضيحة» وفي س، ب: «رضوحك».
(٣) منتفج: مرتفع، والبيت كله عن دعته وسمعته واغتراره بحالته.
(٤) الحرورية: طائفة من الخوارج في اليمن، كانت تتبع نجدة بن عويمر، وكان في البيت تامة، وداع حبر مبتدأ مقدر.
(٥) البهر: تتابع النفس من شدة الجري وانقطاعه من الإعياء.
(٦) كذا في ف وفي س، ب:
«خريت مع الخاري»
بدل
«جريت مع الجاري»
(٦) الفدم: الغليظ الجافي الأحمق، وفي س، ب: «قدما»، الصحيف.
(٧) كذا في ف وفي س، ب: «أجدت» بدل «أخذت».
(٨) الترهات: الأباطيل ومفردها ترهة.
(٩) كذا في ف والمقرف ما أمه عربية لا أبوه، وفي س، ب: «بمقرب» بدل «بمقرب». حطم: متكسر، والحطم داء في قوائم الدابة.
والحضر: شدة عدو الفرس.