أخبار نصيب الأصغر
  /
  لا تهزئي مني فربّت عائب ... ما لا يعيب الناس وهو معيب
  ولقد يصاحبني الكرام وطالما ... يسمو إليّ السيّد المحجوب
  وأجرّ من حلل الملوك طرائفا ... منها عليّ عصائب وسبيب(١)
  وأسالب الحسناء فضل إزارها ... فأصورها وإزارها مسلوب(٢)
  وأقول منقوح البديّ كأنّه ... برد تنافسه التّجار قشيب(٣)
  / يقول فيها في مدح الفضل:
  والبرمكيّ إذا تقارب سنّه ... أو باعدته السنّ فهو نجيب(٤)
  خرق العطاء إذا استهلّ عطاؤه ... لا متبع منّا ولا محسوب
  يا آل برمك ما رأينا مثلكم ... ما منكم إلا أغرّ وهوب
  وإذا بدا الفضل بن يحيى هبته ... لجلاله إنّ الجليل مهيب(٥)
  قاد الجياد إلى العدا وكأنها ... رجل الجراد تسوقهنّ جنوب
  قبّا تبارى في الأعنّة شزّبا ... تدع الحزون كأنهنّ سهوب(٦)
  من كل مضطرب العنان كأنه ... ذئب يبادره الفريسة ذيب
  تهوي بكلّ مغاور عاداته ... صدق اللقاء فما له تكذيب
  / حتى صبحن الطالبيّ بعارض ... فيه المنايا تغتدي وتئوب
  خاف ابن عبد اللَّه ما خوّفته ... فجفاك ثم أتاك وهو منيب
  ولقد رآك الموت إلا أنّه ... بالظنّ يخطئ مرة ويصيب
  فرمى إليك بنفسه فنجا بها ... أجل إليه ينتهى مكتوب
  فكسوته ثوب الأمان وإنّه ... لا حبله واه ولا مقضوب(٧)
  شمنا إليك مخيلة لا خلَّبا ... في الشّيم إذ بعض البروق خلوب
  إنّا على ثقة وظنّ صادق ... ممّا نؤمّله فليس نخيب
  يجيزه الفضل فيشكره شعرا:
  قال: فاستحسنها الفضل، وأمر له بثلاثين ألف درهم، فقبضها، ووثب قائما، وهو يقول:
(١) سبيب: جمع سببية وهي شقة رقيقة من الثياب من أي نوع كان، وقيل من الكتان خاصة.
(٢) أصورها: أميلها.
(٣) البدي: البديهة. ومنقوح الكلام، أي مهذبة ومحرره. وفي هج: مقترح الكلام.
(٤) كذا في ف وفي س، ب: «وإن» بدل «إذا».
(٥) كذا في ف وفي س، ب: «هيبة». بدل «هبته» وفي ب، س، «الجلال» بدل «الجليل».
(٦) قبا: ضوامر، مفرده أقب أو قباء، شزبا: خشنة يابسة، جمع شازب.
(٧) في ف وهج: فكسوته ثوب الأمان بذمة: لا حبلها واه ...