أخبار نصيب الأصغر
  إني سأمتدح الفضل الذي حنيت ... منّا عليه قلوب البرّ والضّلع
  جاد الربيع الذي كنا نؤمّله ... فكلنا بربيع الفضل مرتبع
  كانت تطول بنا في الأرض نجعتنا ... فاليوم عند أبي العباس ننتجع
  إن ضاق مذهبنا أو حلّ ساحتنا ... ضنك وأزم فعند الفضل متّسع(١)
  ما سلَّم اللَّه نفس الفضل من تلف ... فما أبالي أقام الناس أم رجعوا
  إن يمنعوا ما حوت منا أكفّهم ... فلن يضرّ أبا الحجناء ما منعوا
  أو حلَّئونا وذادوا عن حياضهم ... يوم الشروع ففي غدرانك الشّرع(٢)
  يا ممسكا بعرا الدنيا إذا خشيت ... منها الزلازل والأمر الذي يقع
  / قد ضرّستك الليالي وهي خالية ... وأحكمتك النهى والأزلم الجذع(٣)
  فغادرا منك حزنا عن معاسرة ... سهل الجناب يسيرا حين يتّبع(٤)
  لم يفتلتك نقيرا عن مخادعة ... دهي الرجال وللسؤّال تنخدع(٥)
  فأنت مصطلح بالملك تحمله ... كما أبوك بثقل الملك مضطلع(٦)
  يمدح زبيدة في موسم الحج:
  قال ابن أبي سعد: لما حجّت أم جعفر زبيدة لقيها النّصيب، فترجّل عن فرسه وأنشأ يقول:
  سيستبشر البيت الحرام وزمزم ... بأمّ وليّ العهد زين المواسم
  / ويعلم من وافى المحصّب أنها ... ستحمل ثقل الغرم عن كل غارم(٧)
  بنو هاشم زين البرية كلَّها ... وأمّ وليّ العهد زين لهاشم
  سليلة أملاك تفرّعت الذّرى ... كرام لأبناء الملوك الأكارم
  فو اللَّه ما ندري: أفضل حديثها ... عليهم به تسمو أم المتقادم
  يظنّ الذي أعطته منها رغيبة ... يقصّ عليه الناس أحلام نائم
  فأمرت له بعشرة آلاف درهم وفرس، فأعطيه بلا سرج؛ فتلقّاها لما رحلت وقال:
(١) أزم: شدة: من أزم العام يأزم: اشتد قحطه.
(٢) حلئونا: منعونا الشرب.
(٣) الأزلم الجذع: معناهما الدهر الكثير البلايا الذي لا يهرم.
(٤) في ب، س: «عن معشرة».
(٥) دهى الرجال: مصدر دهى كالدهاء، وهو جودة الرأي والبصر بالأمر.
(٦) كذا في ف وفي ب، س: «المسك» بدل «الملك».
(٧) المحصب: موضع رمي الجمار بمنى.