كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار نصيب الأصغر

صفحة 16 - الجزء 23

  ولديه الغزلان بل هنّ أبهى ... عنده من شوادن الغزلان⁣(⁣١)

  يا له منظرا ويوم سرور ... شهدت لذّتيه كلّ حصان

  فأمر لها المهديّ بعشرة آلاف درهم، وله بمثلها؛

  الحجناء تمدح العباسة بنت المهدي:

  قال: ثم دخلت الحجناء على العبّاسة بنت المهدي، فأنشدتها تقول:

  أتيناك يا عباسة الخير والحيا ... وقد عجفت أدم المهاري وكلَّت⁣(⁣٢)

  وما تركت منا السّنون بقية ... سوى رمّة منا من الجهد رمّت

  فقال لنا من ينصح الرأي نفسه ... وقد ولَّت الأموال عنا فقلَّت

  عليك ابنة المهديّ عوذي ببابها ... فإن محلّ الخير في حيث حلَّت

  فأمرت لها بثلاثة آلاف درهم وكسوة وطيب، فقالت:

  /

  أغنيتني يا بنة المهديّ أيّ غنى ... بأعجرين كثير فيهما الورق

  - أي: أغنيتني على عقب ما أغناني أخوك. بأعجرين: بكيسين -:

  من ضرب تسع وتسعين محكَّكة ... مثل المصابيح في الظَّلماء تأتلق

  / أما الحسود فقد أمسى تغيّظه ... غمّا وكاد برجع الرّيق يختنق

  وذو الصداقة مسرور بنا فرح ... بادي البشارة ضاح وجهه شرق⁣(⁣٣)

  يمدح إسحاق بن الصباح:

  وقال ابن أبي سعد:

  كان إسحاق بن الصباح الأشعثي صديقا للنصيب، وقدم قدمة من الحجاز، فدخل على إسحاق؛ وهو يهب لجماعة وردوا عليه برّا وتمرا، فيحملونه على إبلهم ويمضون، فوهب لنصيب جارية حسناء يقال لها: مسرورة، فأردفها خلفه، ومضى وهو يقول:

  إذا احتقبوا برّا فأنت حقيبتي ... من البشريّات الثقال الحقائب⁣(⁣٤)

  ظفرت بها من أشعثيّ مهذّب ... أغرّ طويل الباع جمّ المواهب

  فدى لك يا إسحاق كلّ مبخّل ... ضجور إذا عضّت شداد النوائب

  إذا ما بخيل القوم غيّب ماله ... فمالك عدّ حاضر غير غائب⁣(⁣٥)


(١) كذا في ف، وفي س، ب: «شوارد» بدل «شوادن».

(٢) أدم: جمع أدماء، أي لونها مشرب بياضا أو سوادا.

(٣) كذا في ف وفي س، ب: «لنا» بدل «بنا».

(٤) كذا في ف، وفي س، ب: «الشرفيات» بدل «البشريات».

(٥) كذا في ف، وفي س، ب: «المال» بدل «النوم» فمالك عد: أي كثير.