أخبار نصيب الأصغر
  إذا اكتسب القوم الثّراء فإنّما ... ترى الحمد غنما من كريم المكاسب
  وقال فيه أيضا:
  فتى من بني الصّبّاح يهتزّ للنّدى ... كما اهتزّ مسنون الغرار عتيق
  فتى لا يذمّ الضيف والجار رفده ... ولا يجتويه صاحب ورفيق(١)
  أغر لأبناء السبيل موارد ... إلى بيته تهديهم وطريق
  / وإن عدّ أنساب الملوك وجدته ... إلى نسب يعلوهم ويفوق
  فما في بني الصّبّاح إن بعد المدى ... على الناس إلا سابق وعريق
  وإني لمن شاحنتم لمشاحن ... وإني لمن صادقتم لصديق
  قال: وكان النّصيب إذا قدم على المهديّ استهداه القوّاد منه، وسألوه أن يأمره بزيارتهم، فكان فيمن استزاره خزيمة بن خازم، فوصله وحمله، وقال فيه:
  يمدح خزيمة بن خازم:
  وجدتك يا خزيمة أريحيّا ... بما تحوي وذا حسب صميم
  تميم كان خير بني معدّ ... وأنت اليوم خير بني تميم
  سوى رهط النبيّ وهم أديم ... وأنت قددت من ذاك الأديم
  وقال فيه أيضا:
  يا أفضل الناس عودا عند معجمه ... إذا تفاضل يوما معجم العود
  إني لواحد شعر قد عرفت به ... وذا خزيمة أضحى واحد الجود
  إن يعطك اليوم معروفا يعدك غدا ... فأنت في نائل منه وموعود(٢)
  وقد رأينا تميما غير مكرهة ... ألقت إليك جميعا بالمقاليد
  فأنت أكرمها نفسا وأفضلها ... إنّ الصناديد أبناء الصناديد
  شعره في جعد:
  / قال: وكان في غزاة سمالو(٣) مع المهديّ. فوقف به فرسه، ومرّ به جعد مولى عبد اللَّه بن هشام بن عمرو، وبين يديه فرس يجنب(٤) فقال له: قد ترى قيام فرسي تحتي، فاردد إليّ جنيبك حتى يتروّح فرسي ساعة، فسكت، ولم يجبه فقال فيه:
(١) يجتويه: يكرهه.
(٢) كذا في ف وفي س، ب: «على ثمة» بدل «يعدك غدا».
(٣) سمالو: من ثغور الشأم قرب المصيصة وطرسوس، وأصلها بالصاد. ولما أنزل أهلها ببغداد سموا موضعهم بالسين.
(٤) فرس يجنب: يقاد إلى آخر.