أخبار أبي شراعة ونسبه
  فما راعه إلا دعاء وليدة ... هلمّ إلى السّواق إن كنت تنشط
  هنالك يدعو أمّه فيسبّها ... ويلتبس الأجر العقوق فيحبط(١)
  فياذا العلا إني لفضلك شاكر ... أبيت وحيدا كلما شئت أضرط
  يشمت في بيان:
  قال: ثم بلغه عن بيّان هذا أنه عجز عن امرأته، ولم يصل إليها، ولقي منها شرّا، فقال في ذلك:
  رمى الدهر في صحبي وفرّق جلَّاسي ... وباعدهم عني بظعن وإعراس
  فكلَّهم يبغي غلافا لأيره ... وأقعدني عن ذاك فقري وإفلاسي
  فشكرا لربّي خان بيّان أيره ... وأسعى بأيري في الظَّلام على الناس
  (٢) يمسحه بالكف حتى يقيمه ... وهل ينفع الكفّان من ثقل الرأس
  أولادنا أكبادنا:
  وقال أبو الفياض سوّار:
  نظر إليّ أبي يوما وقد سألت عمّي حاجة فردّني، فبكى، ثم قال:
  حبّي لإغناء سوّار يجشّمني ... خوض الدّجى واعتساف المهمة البيد
  / كي لا تهون على الأعمام حاجته ... ولا يعلَّل عنها بالمواعيد
  ولا يوليهم إن جاء يسألها ... أكتاف معرضة في العيس مردود(٣)
  / إذا بكى قال منهم ذو الحفاظ له ... لقد بليت بخلق غير محمود
  يحبذ النبيذ:
  قال: وتمارى أبو شراعة ورجل من أهل بغداد في النبيذ، فجعل البغداديّ يذمّ نبيذ التمر والدّبس(٤)، فقال أبو شراعة:
  إذا انتخبت حبّه ودبه ... ثم أجدت ضربه ومرسه(٥)
  ثم أطلت في الإناء حبسه ... شربت منه البابليّ نفسه
  دارهمه تغني عن سؤال بخيلين:
  قال: وأعوز أبا شراعة يومئذ النبيذ، فطلب من نديمين كانا له، فاعتلّ أحدهما بحلاوة نبيذه، والآخر
(١) ويلتبس الأجر: لعله ويلتمس الأجر.
(٢) تكملة من هد، وهج.
(٣) كذا في ف والمراد جعل يكثر أن يولي عرضه، في هج: «أكتاف مغرورق العينين مردود». كذا في ب وفي س، ب: «العيش». بدل «العيس».
(٤) الدبس: عسل التمر.
(٥) انتخبت حبّة ودبة: وزيره. ضربه ومرسه: خروجه من الماء ودعكه باليد.