أخبار أبي شراعة ونسبه
  بحموضته، فاشترى من نباذ يقال له: أبو مظلومة دستيجة(١) بدرهمين، وكتب إليهما:
  سيغني عن حلاوة دبس يحيى ... ويغني عن حموض أبي أميّه
  أبو مظلومة الشيخ المولَّي ... إذا اتّزنت يداه درهميّه
  أخبرني عليّ بن سليمان قال: حدّثنا محمد بن يزيد قال:
  كان أبو شراعة قبيح الوجه جدّا، فنظر يوما في المرآة، فأطال، ثم قال: الحمد للَّه الذي لا يحمد على الشرّ غيره.
  يؤثر النبيذ على امرأته:
  قال سوّار بن أبي شراعة: حلف أبي ألا يشرب نبيذا بطلاق امرأة كانت عنده، فهجره حولين، ثم حنث، فشرب، وطلَّق امرأته وأنشأ يقول:
  فمن كان لم يسمع عجيبا فإنني ... عجيب الحديث يا أميم وصادقه
  وقد كان لي إنسان يا أمّ مالك ... وكلّ إذا فتّشتني أنا عاشقه
  / عزيزة والكأس التي من يحلَّها ... تخادعه عن عقله فتصادقه(٢)
  تحاربتا عندي فعطَّلت دنّها ... وأكوابها والدهر جمّ بوائقه(٣)
  ومرّمتها حولين ثم أزلَّني ... حديث النّدامى والنشيد أوافقه
  فلمّا شربت الكأس بانت بأختها ... فبان الغزال المستحبّ خلائقه
  فما أطيب الكأس التي اعتضت منكم ... ولكنّها ليست بريم أعانقه
  في مجلس الحسن بن رجاء:
  قال أبو الفيّاض: قال أبي: قصدت الحسن بن رجاء بالأهواز، فصادفت ببابه دعبل بن عليّ الخزاعيّ وجماعة من الشعراء، وقد اعتلّ عليهم بدين لزمه ومصادرة(٤) فكتب إليه:
  المال والعقل شيء يستعان به ... على المقام بأبواب السلاطين
  وأنت تعلم أني منهما عطل ... إذا تأملتني يا بن الدّهاقين
  هل تعلم اليوم بالأهواز من رجل ... سواك يصلح للدّنيا وللدّين
  قال: فوعدنا وعدا قرّبه، ثم تدافع، فكتب إليه:
  آذنت جبّتي بأمر قبيح ... من فراق للطيلسان الفسيح(٥)
(١) دستيجة: إناء من زجاج.
(٢) في هد، هج «وتسارقه» بدل «فتصادقه».
(٣) بوائقه: جمع بائقة بمعنى مصيبة.
(٤) مصادرة: مطالبة.
(٥) في م، أ: «اللبيح»، وفي هد. هج: «المليح».