أخبار أبي شراعة ونسبه
  فكأني بمن يزيد على الجبّة في ظلّ دار سهل بن نوح /
  أنت روح الأهواز يا بن رجاء ... أيّ شيء يعيش إلَّا بروح
  فأذن لي وللجماعة، وقضى حوائجنا.
  يخدع أبناء سعيد بناقة عجفاء:
  قال أبو الفيّاض وحدّثني أبي قال:
  حججت، فأتيت دار سعيد بن سلم، فنحرت فيها ناقة، وقلت:
  /
  وردت دار سعيد وهي خالية ... وكان أبيض مطعاما ذرى الإبل
  فارتحت فيها أصيلا عند ذكرته ... وصحبتي بمنى لا هون في شغل
  فابتعت من إبل الجمّال دهشرة ... موسومة لم تكن بالحقّة العطل(١)
  نحرتها عن سعيد ثم قلت لهم: ... زوروا الحطيم فإني غير مرتحل
  قال: وبلغت الأبيات وفعلي ولده، فأحسنوا المكافأة، وأجزلوا الصّلة؛ قال: فقال له صديق له: وأنت أيضا قد استجدت لهم النّحيرة! فضحك، ثم قال: أغرّك وصفي لها؟ أشهد اللَّه أني ما بلغت بها دار سعيد إلا بين عمودين.
  هو خير ممن تعوله أمه:
  وقال أبو الفياض:
  كان أبو أمامة محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن سعيد بن سلم(٢) - وأمه سعدى بنت عمرو بن سعيد بن سلم - صديقا لأبي شراعة، وكانت أمّه سعدى تعوله، فكان أبو شراعة لا يزال يعبث به، وبلغه أن أبا أمامة يقول:
  إنّما معاش أبي شراعة من السلطان ورفده، ولولا ذاك لكان فقيرا؛ فقال فيه:
  عيّرتني نائل السلطان أطلبه ... يا ضلّ رأيك بين الخرق والنّزق(٣)
  لولا امتنان من السلطان تجهله ... أصبحت بالسّود في مقعوعس خلق(٤)
  - السّود: موضع تنزله باهلة بالبادية(٥) -:
  رثّ الرّدا بين أهدام مرقّعة ... يبيت فيها بليل الجائع الفرق
(١) دهشرة: ناقة كبيرة، وفي ب، أ، م: «دوسرة» وهي بمعناها. الحقة: الساقة التي دخلت في السنة الرابعة. والعطل: هي التي لا سمة هنا ولا قلائد.
(٢) في «معجم ياقوت»: «سالم». بدل «سلم».
(٣) كذا في ف وياقوت، وفي س، ب: «الحذق» بدل «الخرق».
(٤) مقعوعس خلق: بال قديم.
(٥) في «معجم ياقوت»: السود: قرية باليمامة، ولا يناسب ذلك ما هنا.