أخبار أبي شراعة ونسبه
  /
  لا شيء أثبت بالإنسان معرفة ... من التي حزمت جنبيه بالخرق(١)
  فأين دارك منها وهي مؤمنة ... باللَّه معروفة الإسلام والشّفق!
  وأين رزقك إلا من يدي مرة ... ما بتّ من مالها إلا على سرق!
  تبيت والهرّ ممدودا عيونكما ... إلى تطعّمها مخضرّة الحدق
  ما بين رزقيكما إن قاس ذو فطن ... فرق سوى أنه يأتيك في طبق
  شاركه في صيده للفأر تأكله ... كما تشاركه في الوجه والخلق
  أبو أمامة يفجعه في برمة طفشيل:
  قال أبو الفيّاض: وزارة أبو أمامة يوما فوجد عنده طفشيلا فأكله كلَّه، فقال أبو شراعة يمازحه:
  عين جودي لبرمة الطفشيل ... واستهلَّي فالصبر غير جميل(٢)
  فجعتني بها يد لم تدع للذّ ... رّ في صحن قدرها من مقيل
  كان واللَّه لحمها من فصيل ... راتع يرتعي كريم البقول(٣)
  فخلطنا بلحمه عدس الشّا ... م إلى حمّص لنا مبلول
  فأتتنا كأنها روضة بالحز ... ن تدعو الجيران للتّطفيل
  ثم أكفأت فوقها جفنة الحيّ ... وعلَّقت صحفتي في زبيل(٤)
  فمنى اللَّه لي بفظَّ غليظ ... ما أراه يقرّ بالتّنزيل
  / فانتحى دائبا يدبّل منها ... قلت: إن الثريد للتّدبيل(٥)
  فتغنّى صوتا ليوضح عندي ... حيّ أمّ العلاء قبل الرّحيل
  نبيذ شبب بالماء:
  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال: حدّثني سوّار بن أبي شراعة قال:
  كتب أبي إلى سعيد بن موسى بن سعيد بن مسلم بن قتيبة يستهديه نبيذا، فكتب إليه سعيد: إذا سألتني - جعلني اللَّه فداءك - حاجة فاشطط، واحتكم فيها حكم الصّبيّ على أهله، فإن ذلك يسرني، وأسارع إلى إجابتك فيه. وأمر له بما التمس من النبيذ، فمزجه صاحب شرابه، وبعث به إليه. فكتب إليه أبو شراعة: أستنسئ(٦) اللَّه
(١) كذا في ف وفي بعض النسخ:
«خرمت جنبيه بالحرق»
(٢) الطفشيل: نوع من المرق. وفي المعابهم أنه كسميدع.
(٣) كذا في ف وفي س، ب: «رائع».
(٤) زبيل: قفة أو جراب.
(٥) كذا في ف، ومعناه يكبر اللقمة للفم. وفي س، ب: يذبل للتذييل.
(٦) أستنسئ: أسأل اللَّه أن يطيل أجلك.