كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي شراعة ونسبه

صفحة 30 - الجزء 23

  ليس حظَّي منها سوى النظر الخت ... ل وإني به لجذلان راض⁣(⁣١)

  لحظات يقعن في ساحة القل ... ب وقوع السهام في الأغراض

  وابتسام كالبرق أو هو أخفى ... بين ستري تحرّز وانقباض

  لا أخاف انتقاضها آخر الده ... ر بغدر ولا تخاف انتقاضي

  فأبن لي ألست تحمد ذا ال ... ودّ وقاك الردى أبو الفياض؟

  يهجو بني سدس:

  قال أبو الفيّاض: اتصل بأبي شراعة أن أبا ناظرة السّدوسي يغتابه، وكان مع آل أبي / سفيان بن ثور فقال يهجوهم:

  لعن الإله بني سدوس كلَّهم ... ورمى بمنجوف وريّة قاف⁣(⁣٢)

  قد سبّني عضروطهم فسببتهم ... ذنب الدّنيء يناط بالأشراف⁣(⁣٣)

  لا يخرج من شتيمة إلى وليمة:

  قال أبو الفيّاض: وكان بين بعض بني عمنا وبين أبي شراعة وحشة، ثم صالحوه، ودعوه إلى طعامهم، فأبى، وقال: أمثلي يخرج من صوم إلى طعم، ومن شتيمة إلى وليمة: ومالي ولكم مثل إلا قول المتلمّس:

  /

  فإن تقبلوا بالودّ نقبل بمثله ... وإلا فإنا نحن آبى وأشمس⁣(⁣٤)

  وقال فيهم:

  بني سوّار إن رثّت ثيابي ... وكلّ عن العشيرة فضل مالي⁣(⁣٥)

  فمطَّرح ومتروك كلامي ... وتجفوني الأقارب والموالي

  ألم أك من سراة بني نعيم ... أحلّ البيت ذا العمد الطَّوال

  وحولي كلّ أصيد تغلبيّ ... أبيّ الضيم مشترك النوال

  إذا حضر الغداء فغير مغن ... ويغني حين تشتجر العوالي⁣(⁣٦)

  وأبقوني فلست بمستكين ... لصاحب ثروة أخرى الليالي

  ولا بممسّح المثرين كيما ... أمسّح من طعامهم سبالي⁣(⁣٧)


(١) كذا في ف وفي س، ب: «ليست».

(٢) منجوف: منهم عريض قاف. اسم جبل محيط بالدنيا فيما يزعمون؛ والمراد داهية نكراء.

(٣) عضروطهم: لئيمهم.

(٤) كذا في ف وفي م، أ: «أشوس»؛ وفي س، ب: «أشرس» بدل «أشمس».

(٥) في ف: «بني سران» بدل «بني سوار».

(٦) في ف «عند مشتجر» وفي سائر الأصول: حين تستجري، وفي «مهذب الأغاني»: حين تشتجر.

(٧) السبل: جمع سبلة، وهي الدائرة وسط الشفة العليا. أو طرف الشارب.