كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار محمد بن عبد الملك الزيات ونسبه

صفحة 55 - الجزء 23

  وإن عاتبني الناس ... تصاممت فلم أسمع

  وقد جرّبت ما ضرّ ... وقد جرّبت ما ينفع

  فما مثل الهوى أنه ... ك للجسم ولا أضرع

  ولا كالهجر في القرب ... إلى الموت ولا أسرع

  وإن أوجعني العذل ... فنيران الهوى أوجع

  وهذا عدم العقل ... فما أسطيع أن أصنع

  ولا واللَّه ما عندي ... لما قد حلّ بي مدفع

  ولا فيّ لهجران ... ك لولا ظلمكم موضع

  الغناء لعريب لحنان: خفيف ثقيل بالبنصر، وهزج بالوسطى.

  يمدح الحسن بن وهب:

  أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش، قال: حدّثنا محمد بن يزيد المبرّد، قال: حدّثني الحسن بن رجاء، قال:

  قدم محمد بن عبد الملك على الحسن بن سهل إلى فم الصّلح، وامتدحه بقصيدته التي أولها:

  كأنها حين تناءى خطوه ... أخنس موشيّ الشّوي يرعى القلل⁣(⁣١)

  / وقال فيها:

  إلى الأمير الحسن استنجدتها ... أيّ مراد ومناخ ومحلّ

  سيف أمير المؤمنين المنتضى ... وحصن ذي الرياستين المقتبل⁣(⁣٢)

  آباؤك الغرّ الألى جدّهم ... كسرى أنوشروان والناس همل

  من كلّ ذي تاج إذا قال مضى ... كلّ الذي قال وإن همّ فعل

  فأين لا أين وأنّى مثلكم ... أنتم الأملاك والناس خول⁣(⁣٣)

  فأمر له بعشرة آلاف درهم.

  يتنكر للحسن بن سهل فيخجله:

  قال: ومرض الواثق، فدخل إليه الحسن بن سهل عائدا، ومحمد بن عبد الملك يومئذ وزيره، والحسن بن سهل متعطَّل، فجعل الحسن بن سهل يتكلم في العلة وعلاجها وما يصلح للواثق من الدواء والعلاج والغذاء أحسن


(١) الأخنس: ذكر البقر الوحشي، موشي الشوى: منقوش الأطراف.

(٢) ب، س: «المعقل» بدل «المقتبل».

(٣) في البيت حلل عن نفسي، فالمصراع الثاني من الرمل، والقصيدة كلها من الرجز: ونرجح أنها «فأتم الأملاك». الخدل: الخدم والحشم.