أخبار أبي حشيشة
٥ - أخبار أبي حشيشة(١)
  اسمه ونسبه:
  أبو حشيشة لقب غلب عليه، وهو محمد بن أمية بن أبي أمية، يكنى أبا جعفر، وكان أهله جميعا متّصلين بإبراهيم بن المهديّ، وكان هو من بينهم معنيّا بالطَّنبور، يغنّى أحسن غناء(٢) وخدم جماعة من الخلفاء أولهم المأمون، ومن بعده إلى المعتمد.
  أبو صالح يكتب له في استتاره:
  وله يقول أبو صالح بن يزداد وكتب بها في استتاره(٣):
  جعلت فداك يا بن أبي أميّه ... أرى الأيام قد حكمت عليه
  وملَّني الصديق وخان عهدي ... فما أقرا لكم كتبا إليّه
  فإن كان الضمير كما بدالي ... فهذا والإله هو البليّه
  كان أكثر انقطاعه إلى أبي أحمد بن الرشيد أيام حياته، وكان أبوه وجده وأخواله كتّابا.
  وقرأت على أحمد بن جعفر جحظة ما ذكره عن أبي حشيشة في كتابه الذي ألَّفه في أخبار مراتب الطَّنبوريين والطَّنبوريات وكان من ذلك أنه قال:
  شاهدت أبا حشيشة مدّة، وكان يتغنّى في أشعار خالد الكاتب وبني أمية، وكانت معه فقر من الأحاديث يضعها مواضعها، وكانت له صنعة تقدّم فيها كلّ طنبوريّ، لا أحاشي من قولي ذلك، فمنها:
  كأنّ هموم الناس في الأرض كلَّها ... عليّ وقلبي بينهم قلب واحد
  ولي شاهدا عدل سهاد وعبرة ... وكم مدّع للحبّ من غير شاهد
  وهو خفيف رمل مطلق. قال جحظة: ورأيته في القدمة التي قدمها مع ابن المدبّر بين يدي المعتمد، وقد غناه من شعر عليّ بن محمد بن نصر.
(١) لم ترد هذه الترجمة في طبعة بولاق.
(٢) في هج: «أحسن الناس غناء».
(٣) في س، ب: «استفساره».