أخبار أبي حشيشة
  صوت
  أطعت الهوى وخلعت العذارا ... وباكرت بعد القراح العقارا(١)
  ونازعك الكأس من هاشم ... كريم يحبّ عليها الوقارا
  فتى فرّق الحمد أمواله ... يجرّ القميص ويرخي الإزارا
  رأى اللَّه جعفر خير الأنام ... فملَّكه ووقاه الحذارا
  الشعر والغناء لأبي حشيشة.
  قال: وكان الفتح بن خاقان يشتهي عليّ:
  صوت
  قالوا عشقت فقلت أحسن من مشى ... والعشق ليس على الكريم بعار
  يا من شكوت إليه طول صبابتي ... فأجابني بتجهّم الإنكار
  قال: وكان المستعين يشتهي عليّ:
  صوت
  وما أنس لا أنس منها الخشوع ... وفيض الدموع وغمز اليد
  وخدّي مضافا إلى خدّها ... قياما إلى الصّبح لم ترقد
  الشعر لمحمد بن أبي أمية والغناء لأبي حشيشة.
  قال: وأخبرني محمد بن عليّ بن عصمة - وكان إليه الزهد في الدنيا كلَّها - قال: حضرت المعتزّ وقد ورد عليه جواب كتابه إلى محمد بن عبد اللَّه بن طاهر، وكان كتب إليه يطلبني منه، فكتب إليه محمد: إني عليل، لا فضل فيّ للخدمة، قال أبو عصمة: فقال لي المعتزّ: يا أبا محمد، صديقك أبو حشيشة يؤثر علينا آل طاهر، فقلت له:
  يا سيّدي، أنا أعلم الناس بخبره، هو واللَّه عليل: ما فيه موضع لخدمة أمير المؤمنين، / قال: ثم ذكرني المعتمد.
  وحرّضه(٢) عليّ ابن حمدون، فكتب إلى أيوب(٣) سليمان بن عبد اللَّه بن طاهر - وهو يومئذ أمير بغداد - في إشخاصي، فشخّصني إليه من ساعتي، فأكرمني، وأدنى في مجلسي، وأمر لي بجائزة، واشتهى عليّ:
  قلبي يحبّك يا منى ... قلبي ويبغض من يحبّك
  لأكون فردا في هوا ... ك فليت شعري كيف قلبك؟
  الشعر لأحمد بن يوسف الكاتب، والصنعة لأبي حشيشة رمل.
(١) العقار: الخمر.
(٢) ب، س: «وتعرضه».
(٣) في هج: «فكتب إلى أبي أيوب».