كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عنان

صفحة 72 - الجزء 23

  لو تجودين لصبّ ... راح ذا وجد شديد

  وأخي جهل بما قد ... كان يجني بالصدود

  / ليس من أحدث هجرا ... لصديق بسديد

  ليس منه الموت إن لم ... تصليه ببعيد

  قال: فقلت للعباس: ويحك! ما هذا الأمر؟ قال: أنا جنيت على نفسي بتنايهي عليها، فلم أبرح حتى ترضّيتها له.

  أبو نواس يبغض الرشيد فيها:

  أخبرني الحسن بن عليّ: قال: حدّثنا الحارث بن يحيى بن حمد بن أبي أميّة: قال: حدّثني يحيى بن محمد:

  أن الرشيد كان يساوم بعنان جارية النّطَّاف، فبلغ ذلك أمّ جعفر، فشقّ عليها، فدسّت إلى أبي نواس أن يحتال في أمرها فقال يهجوها:

  إن عنان للنّطَّاف جارية ... أصبح حرها للنّيك ميدانا⁣(⁣١)

  ما يشتريها إلا ابن زانية ... أو قلطبان يكون من كانا⁣(⁣٢)

  فبلغ ذلك الرشيد، فكان يقول: لعن اللَّه أبا نواس، وقبّحه، فلقد أفسد عليّ لذّتي في عنان بما قال فيها، ومنعني من شرائها.

  صوت

  مالي وللخمر وقد أرعشت ... منّي يميني هات باليسرى⁣(⁣٣)

  حتى تراني مائلا مسندا ... لا أستطيع الكأس بالأخرى⁣(⁣٤)

  الشعر للحسن بن وهب، والغناء لعبد اللَّه بن العباس الرّبعيّ، خفيف ثقيل بالوسطى⁣(⁣٥)، وفيه أيضا له خفيف رمل بالبنصر.


(١) البيت من المنسرح، وفي وزنه خلل، ولإقامة الوزن يجب حذف لام «للنطاف» فتكون:

«إن عنان النطاف جارية»

كما يجب تسكين الراء من حرها في الشطر الثاني.

(٢) الترطبان والقلطبان: الديوث أو القواد الذي لا غيرة له.

(٣) هج، وهد: «بالأخرى».

(٤) هج، وهد: «باليسرى».

(٥) هج: «الربيعي، رمل بالوسطى».