أخبار الحسن بن وهب
  تراشفني صفو المودّة تارة ... وأجني إذا ما شئت من خدّها وردا
  قنعت بها لمّا وثقت بحبّها ... فلا زينبا أبغي سواها ولا هندا
  ولو بذلت لي جنّة الخلد منزلا ... وقلت: اجتبها لا حتنبت لها الخلدا
  المساجلة بينهما تمد:
  فلما قرأها الحسن بن وهب علم أنه قد ندم فكتب إليه:
  حسن يشكو إلى حسن ... فقد طعم النوم والوسن
  / وهوى أمست مطالبه ... قرنت باليأس في قرن
  وحبيب في محلَّته ... معه في الدار لم يبن
  فإذا ما رام زورته ... فهو كالغادين في الظَّعن
  عجبا للشمس لم ترها ... مقلتي حولا ولم ترني
  أتراها بعدنا صرمت ... حبّنا هذا من اليمن
  فقديما كان مطلعها ... بيدي سيف بن ذي يزن
  فكتب إليه ابن رباح:
  حسن يفدي بمهجته ... حسنا من حادث الزّمن
  ويقيه ما تضمّنه ... من دخيل الهمّ والحزن
  هاك عيني فابك واقية ... عينك العبري على الشّجن
  وفؤادي فامله حزنا ... من صروف الهمّ والفتن
  إن تكن شمس الضّحا حجبت ... عن سليل المجد من يمن
  فهي حيرى عن مطالعها ... في سوى قوم ابن ذي يزن
  رواية أخرى عن منافسه في بنات:
  ثم اعتذر إليه، ورجع إلى معاشرته، وكان لا يحضر دار محمد بن حماد، ولا يسمع غناء بنات جاريته إلا مع الحسن بن وهب لا يستأثر بها عليه.
  وقال محمد بن داود الجراح: حدّثني بعض أصحابنا: أنّ الحسن بن وهب، أتى أبا إسحاق إبراهيم بن العباس مستعديا على أبي محمد الحسن بن مخلد في أمر بنات جارية محمد بن حماد، وكان الحسن بن وهب يتعشقها، فأفسدها عليه الحسن بن مخلد، ولم يذكر محمد بن داود من خبرهما غير هذا، وإنما ذكرت هذه القصة على قلة الفائدة فيها ليتّضح خبره مع بنات إذ كان ما مضى ذكره من خبرها لم يقع إليّ بروايته.
  يستسقيه أبو تمام فيسقيه:
  أخبرني محمد بن يحيى الصوليّ، قال: حدّثني عبد الرحمن بن أحمد، قال: