كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سليمان بن وهب

صفحة 112 - الجزء 23

  وسرّ ذاك أناسا⁣(⁣١) ... لهم علينا اختراص

  فهاك فاقتصّ مني ... إنّ الجروح قصاص

  وأهدي سليمان إلى رخاص هدايا كثيرة، فكانوا بعد ذلك يتناوبون يوما عند سليمان، ويوما عند إبراهيم، ويوما عند رخاص.

  مساجلة بينه وبين أحد أصحابه:

  أخبرني الصوليّ عن أحمد بن الخصيب: قال:

  حضرت سليمان بن وهب، وقد جاءته رقعة من بعض من وعده أن يصرّفه من أصحابه، وفيها:

  هبني رضيت منك بالقليل ... أكان في التأويل والتنزيل!

  / أو خبر جاء عن الرّسول ... أو حجة في فطر العقول

  مستحسن من رجل جليل ... عال له حظَّ من الجميل

  ينقص ما أشاع بالتطويل ... والقول دون الفعل بالتحصيل ... ليس كذا وصف الفتى النّبيل

  قال: فكتب له بولاية ناحية، وأنفذ إليه مائتي دينار وكتب في رقعة:

  ليس إلى الباطل من سبيل ... إلا لمن يعدل عن تعديل

  وقد وفينا لك بالتحصيل ... فاطو الذي كان عن الخليل

  فضلا عن الخليط والتنزيل ... وعد من القول إلى الجميل

  وعفّ في الكثير والقليل ... تحظ من الرتبة بالجزيل

  هل كان مرتشيا:

  أخبرني محمد بن يحيى عن عبد اللَّه بن الحسين بن سعد عن بعض أهله أنه كتب إلى سليمان بن وهب، وهو يتولى شيئا من أعمال الضّياع:

  أطال اللَّه إسعاد ... ك في الآجل والعاجل⁣(⁣٢)

  أما ترعى لمن أمّ ... ل فضلا حرمة الآمل

  وعندي عاجل من رش ... وة يتبعها آجل⁣(⁣٣)


(١) في ف:

«وسر ذلك قوما»

(٢) في ف:

«في العاجل والآجل»

(٣) ف: «الآجل».