كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار سليمان بن وهب

صفحة 114 - الجزء 23

  [إذا ما خطوب الدهر أرخت ستورها ... تجلت بنا عما تسرّ ستورها]⁣(⁣١)

  يرثي أخاه الحسن:

  قال: وأنشدني له يرثي أخاه الحسن:

  مضى مذ مضي عزّ المعالي وأصبحت ... لآلي الحجا والقول ليس لها نظم

  وأضحى نجيّ الفكر بعد فراقه ... إذا همّ بالإفصاح منطقه كظم⁣(⁣٢)

  الغنى يهلك صاحبه:

  وذكر ابن المسيّب أنّ جماعة تذاكروا لمّا قبض الموفّق على سليمان بن وهب وابنه / عبد اللَّه: أنه إنما استكتبهما ليقف منهما على ذخائر موسى بن بغا وودائعه، فلما استقصى ذلك نكبهما لكثرة مالهما، فقال ابن الرومي وكان حاضرا:

  ألم تر أن المال يتلف ربّه ... إذا جمّ آتيه وسدّ طريقه

  ومن جاور الماء الغزير مجمّه ... وسدّ مفيض الماء فهو غريقه

  البحتري يرثيه:

  ومات سليمان بن وهب في محبسه وهو مطالب، فرثاه جماعة من الشعراء، فمّمن جوّد في مرثيته البحتريّ حيث يقول:

  هذا سليمان بن وهب بعد ما ... طالت مساعيه النجوم سموكا

  وتنصّف الدنيا يدبّر أمرها⁣(⁣٣) ... سبعين حولا قد تممن دكيكا⁣(⁣٤)

  أغرت به الأقدار بغت⁣(⁣٥) ملمّة ... ما كان رسّ حديثها مأفوكا⁣(⁣٦)

  أبلغ عبيد اللَّه بارع مذحج ... شرفا ومعطى فضلها تمليكا⁣(⁣٧)

  ومتى وجدت الناس إلا تاركا ... لحميمه في التّرب أو متروكا

  بلغ الإرادة إذ فداك بنفسه ... وتودّ لو تفديه لا يفديكا⁣(⁣٨)


(١) التكلمة من ف، هج.

(٢) في ف، هج: «جنبه» بدل «منطقة».

(٣) في «الديوان»: «أهلها».

(٤) دكيكا: تاما.

(٥) كذا في ف و «الديوان» وفي س، ب: «بعث».

(٦) كذا في ف. وفي س، ب: «رث» بدل «رس» وفي «الديوان» «رسم».

(٧) في ح و «الديوان» «فارع».

(٨) البيت في «الديوان»:

بلغ الإرادة إذ فداك بنفسه ... وودت لو تفديه لا يفديكما