أخبار سليمان بن وهب
  [إذا ما خطوب الدهر أرخت ستورها ... تجلت بنا عما تسرّ ستورها](١)
  يرثي أخاه الحسن:
  قال: وأنشدني له يرثي أخاه الحسن:
  مضى مذ مضي عزّ المعالي وأصبحت ... لآلي الحجا والقول ليس لها نظم
  وأضحى نجيّ الفكر بعد فراقه ... إذا همّ بالإفصاح منطقه كظم(٢)
  الغنى يهلك صاحبه:
  وذكر ابن المسيّب أنّ جماعة تذاكروا لمّا قبض الموفّق على سليمان بن وهب وابنه / عبد اللَّه: أنه إنما استكتبهما ليقف منهما على ذخائر موسى بن بغا وودائعه، فلما استقصى ذلك نكبهما لكثرة مالهما، فقال ابن الرومي وكان حاضرا:
  ألم تر أن المال يتلف ربّه ... إذا جمّ آتيه وسدّ طريقه
  ومن جاور الماء الغزير مجمّه ... وسدّ مفيض الماء فهو غريقه
  البحتري يرثيه:
  ومات سليمان بن وهب في محبسه وهو مطالب، فرثاه جماعة من الشعراء، فمّمن جوّد في مرثيته البحتريّ حيث يقول:
  هذا سليمان بن وهب بعد ما ... طالت مساعيه النجوم سموكا
  وتنصّف الدنيا يدبّر أمرها(٣) ... سبعين حولا قد تممن دكيكا(٤)
  أغرت به الأقدار بغت(٥) ملمّة ... ما كان رسّ حديثها مأفوكا(٦)
  أبلغ عبيد اللَّه بارع مذحج ... شرفا ومعطى فضلها تمليكا(٧)
  ومتى وجدت الناس إلا تاركا ... لحميمه في التّرب أو متروكا
  بلغ الإرادة إذ فداك بنفسه ... وتودّ لو تفديه لا يفديكا(٨)
(١) التكلمة من ف، هج.
(٢) في ف، هج: «جنبه» بدل «منطقة».
(٣) في «الديوان»: «أهلها».
(٤) دكيكا: تاما.
(٥) كذا في ف و «الديوان» وفي س، ب: «بعث».
(٦) كذا في ف. وفي س، ب: «رث» بدل «رس» وفي «الديوان» «رسم».
(٧) في ح و «الديوان» «فارع».
(٨) البيت في «الديوان»:
بلغ الإرادة إذ فداك بنفسه ... وودت لو تفديه لا يفديكما