كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبان بن عبد الحميد ونسبه

صفحة 123 - الجزء 23

  ماذا رأت فيه وماذا رجت ... وهي من النّسوان مختاره

  أسود كالسّفود ينسى لدى التّنّ ... ور بل محراك قيّاره⁣(⁣١)

  يجري على أولاده خمسة ... أرغفة كالريش طيّاره⁣(⁣٢)

  وأهله في الأرض من خوفه ... إن أفرطوا في الأكل سيّاره

  ويحك فرّي وأعصى ذاك بي ... فهذه أختك فرّاره⁣(⁣٣)

  إذا غفا بالليل فاستيقظي ... ثم اطفري إنك طفّاره

  فصعّدت نائلة سلَّما ... تخاف أن تصعده الفاره⁣(⁣٤)

  سرور غرّتها فلا أفلحت ... فإنها اللَّخناء غرّاره

  لو نلت ما أبعدت من ريقها ... إن لها نفثة سحّاره

  / قال: فلما بلغت قصيدته هذه عمّارة هربت فحرم الثقفيّ من جهتها مالا عظيما، قال: والثلاثة الأبيات التي أولها:

  فصعّدت نائلة سلما

  زادها في القصيدة بعد أن هربت.

  ابن مناذر يهجوه:

  أخبرني الأخفش عن المبرد عن أبي وائلة، قال:

  كان أبان اللاحقيّ يولع بابن مناذر، ويقول له: إنما أنت شاعر في المراثي، فإذا مت فلا ترثني، فكثر ذلك من أبان عليه، حتى أغضبه، فقال فيه ابن مناذر:

  غنج أبان ولين منطقه ... يخبر الناس أنه حلقي⁣(⁣٥)

  داء به تعرفون كلَّكم ... يا آل عبد الحميد في الأفق

  حتّى إذا ما المساء جلَّله ... كان أطبّاؤه على الطَّرق

  ففرّجوا عنه بعض كربته ... بمسبطرّ مطَّوق العنق⁣(⁣٦)

  / قال: وهجاه بمثل هذه القصيدة، ولم يجبه أبان خوفا منه، وسعي بينهما، فأمسك عنه.


(١) محراك: ما يحرك به النار، والقيارة: أصحاب القير. وهو الزفت، أطلقت مجازا على محل القير.

(٢) في هج: «كالريح» بدل «كالريش».

(٣) في بعض النسخ «واعصبي ذاك بي» وفي بعضها «فاك بي».

(٤) في أ، م، ح: «قائله» بدل «نائلة».

(٥) كناية عن الابنه من قولهم: أتان حلقيه أي تداولتها الحمر حتى أصابها داء في رحمها.

(٦) في ف وفي س، ب «بمستطير» وهو تحريف والكلمة كناية عن العضو المعروف.