أخبار تويت ونسبه
  قل للتي بكرت تريد رحيلا ... للحجّ إذ وجدت إليه سبيلا
  ما تصنعين بحجّة أو عمرة ... لا تقبلان وقد قتلت قتيلا
  أحيي قتيلك ثم حجّي وانسكي ... فيكون حجّك طاهرا مقبولا
  فقالت له: أرسل الخطام، خيّبك اللَّه وقبحك، فأرسله، وسارت.
  ثم تزوجها غيره فقال شعرا:
  قال عبد اللَّه بن شبيب: ثم تزوجها أبو الجنوب يحيى بن أبي حفصة، فحجبها، وانقطع ما كان بينها وبين تويت، فطفق يهجو يحيى فقال:
  /
  عناء سيق للقلب الطروب ... فقد حجبت معذّبة القلوب(١)
  أقول وقد عرفت لها محلَّا ... ففاضت عبرة العين السّكوب
  ألا يا دار سعدى كلَّمينا ... وما في دار سعدى من مجيب
  ولما ضمّها وحوى عليها ... تركت له بعاقبة نصيبي
  وقلت: زحام مثلك مثل يحيى ... لعمرك ليس بالرأي المصيب(٢)
  فما لك مثل لمّته تدرّى ... ومالك مثل بخل أبي الجنوب(٣)
  / إذا فقد الرغيف بكى عليه ... وأتبع ذاك تشقيق الجيوب
  يعذّب أهله في القرص حتى ... يظلوا منه في يوم عصيب(٤)
  وقال أيضا:
  ألا في سبيل اللَّه نفس تقسّمت ... شعاعا وقلب للحسان صديق
  أفاقت قلوب كنّ عذّبن بالهوى ... زمانا وقلبي ما أراه يفيق
  سرقت فؤادي ثم لا ترجعينه ... وبعض الغواني للقلوب سروق
  عروف الهوى بالوعد حتى إذا جرت ... ببينك غربان لهن نعيق
  وردّت جمال الحي وانشقّت العصا ... وآذن بالبين المشتّ صدوق(٥)
  ندمت على ألا تكوني جزيتني ... زعمت وكلّ الغانيات مذوق(٦)
(١) في س، ب: «حجت» بدل «حجبت».
(٢) نرجح أن «زحام» تحريف «زواج».
(٣) في س، ب:
«ما بنيت بدأ»
بدل
«لمته تدري»
وتدري: تسرح.
(٤) القرص: بسط العجين.
(٥) في س، ب: «رددت» بدل «وردت» وفي هج: «جمال البين».
(٦) وكل الغانيات مذوق: أي لا يخلعن الود.